|


حمود السلوة
المرزوقي بين الجامعة والاتحاد
2010-03-25
في البدء أود أن أسأل: هل الدكتور والبروفيسور خالد المرزوقي رئيس نادي الاتحاد حالياً يملك الجهد والوقت الكافي في أن يوازن بين مسؤولياته القيادية والرياضية بنادي الاتحاد.. وبين مسؤولياته الأكاديمية والطبية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة؟
ـ السؤال بصيغة أخرى:هل كان الدكتور خالد المرزوقي يبحث في قبوله لرئاسة نادي الاتحاد عن أضواء وبهرجة إعلامية كان يفتقدها بين مدرجات الجامعة وغرف عمليات القلب ووسط طلابه؟
ـ الذي أعرفه أن السواد الأعظم من رؤساء الأندية وأعضاء مجالس إدارات الأندية هم في الأصل(متطوعون) و(غير متفرغين) للعمل القيادي في الأندية، لكن الوضع بالنسبة لحالة الدكتور خالد المرزوقي مختلف تماما.
ـ فالرجل محب للاتحاد ويريد أن يدفع ضريبة انتمائه لناديه من موقع قيادي ونزولاً عند رغبة ممن منحوه ثقتهم من رجالات العميد المخلصين.
ـ لكن.. هل كانت حسابات المرزوقي دقيقة بين رغبته وبين واقع الحال الذي يعيشه نادي الاتحاد.
ـ أعرف أن الدكتور خالد المرزوقي كان خيار الاتحاديين والأنسب.. لأنه الرجل التوافقي الذي لم يكن في يوم ما محسوباً على أطراف اتحادية ضد أطراف اتحادية أخرى.. وليس له خصومات مع أحد.
ـ لكن (وهذا بيت القصيد) إن الدكتور خالد المرزوقي كان بمقدوره أن يخدم الاتحاد من موقع شرفي بدلا من أن تخسر جامعة الملك عبدالعزيز كفاءة علمية وطبية وأكاديمية بكفاءة الدكتور والبروفيسور خالد المرزوقي.
ـ بعبارة أخرى.. أجزم تاماً أن الاتحاديين بمقدورهم أن يجدوا عشرات المؤهلين لرئاسة نادي الاتحاد، لكن الجامعة ستخسر وقت وجهد الدكتور خالد المرزوقي بين طلابه في كلية الطب بالجامعة أو بين مرضاه داخل غرف العمليات بالمستشفى الجامعي.
ـ ذلك أن العمل القيادي بالأندية هو مسؤولية احترافية تتطلب أولاً وثانياً (التفرغ) (الملاءمة المالية) وكلا الأمرين بصراحة لا يتوفران في الدكتور خالد المرزوقي.
ـ يقيني بهذا الطرح إنني أمتدح كفاءة الدكتور المرزوقي الطبيب والبروفيسور والأكاديمي، لكن هذه الكفاءة ستضعف بالتأكيد إذا تزاوجت مع مسؤوليات أخرى وستأتي مسؤولية على حساب مسؤولية أخرى.
ـ بصورة أوضح.. كيف يوازن الدكتور المرزوقي (رئيس الاتحاد) بين حضور التدريبات والمباريات المحلية والخارجية ومسؤولياته الآسيوية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وسفرياته الدائمة، مع مسؤولياته الكبيرة أيضاً في الجامعة ومع مسؤولياته الأسرية؟
ـ كل الذي أستطيع قوله وباختصار شديد جداً: إن (الوطن) بحاجة إلى الدكتور خالد المرزوقي في الجامعة طبيباً للقلوب، أكثر من حاجته إليه رئيساً لناد.
ـ والذي أستطيع توقعه أن الدكتور خالد المرزوقي غير راغب باستمراره رئيساً للاتحاد، لكنه لا يرغب أن يخرج في مرحلة حرجة وحساسة يمر بها الفريق، أولا يرغب أيضاً أن يترك فراغاً إدارياً في مرحلة استحقاقات محلية وخارجية، وفي مثل هذا التصرف كثير من المسؤولية والتعقل والحكمة في فن الإدارة والقيادة.
ـ المؤكد أن الدكتور خالد المرزوقي سيعتذر برغبته من الاستمرار في إدارة الاتحاد دون ضغوط أو إملاءات.. لكنه في المقابل لا يريد أن يخرج ضعيفاً أمام من يختلفون معه.
ـ والأكثر صحة أن أول المستفيدين هم بالتأكيد طلابه في كلية الطب ومرضاه في المستشفى الجامعي، حيث يتوفر الوقت والجهد ليستفيدوا من خدمات أستاذهم وطبيبهم، ذلك الوقت والجهد الذي حرمتهم منه رئاسة نادي الاتحاد، وفي المقابل يجب التأكيد على أن رئاسة النادي ليست العلاقة الوحيدة التي تربط الدكتور خالد المرزوقي بالاتحاد.