|


حمود السلوة
حلو المستقبل.. مرة حلو
2011-12-22

في مرة سابقة أتذكر أنني قلت: إن (بعض ما يحدث داخل وسطنا الرياضي المملوء بالاحتقان والإرباك لا يبعث بصراحة على (التفاؤل).
ـ وعن نفسي فأنا واحد من أبناء جيلي ممن ينظرون لرياضتنا بشكل عام حاضراً ومستقبلاً من هذه الزاوية.. أقصد زاوية أننا نتطلع إلى (المستقبل) دون أن نصحح ونُصلِح الحاضر.. بمعنى أن شيئاً اسمه (المستقبل) لابد أن يكون خارج حساباتنا على الأقل في المرحلة الحالية.
ـ فالمستقبل هو مشروع (مؤجل) أو هكذا يجب أن يكون.. لهذا (أنصحكم) ألا تفكروا في (المستقبل) أو حتى ملامحه حتى في (أحلام اليقظة).. فالوقت الذي ستقضونه في (تفكيك) المستقبل أفضل (مليون مرة) أن تستغلوه في ترتيب خطوات الحاضر وتصحيح مسارات المرحلة الحالية بكل صراحة.
ـ هذه ليست رؤية خيالية.. لكنني أقول لكم:
بل أرجوكم أن تنسوا (المستقبل) وقد تحتاج هذه (الرؤية) إلى أن نتضامن ونرفع شعار أو حملة (لا.. للمستقبل).
ـ هذا (المستقبل) الذي يقول عنه النجم ياسر القحطاني (حلو المستقبل.. مرة حلو).
ـ فعندما يكون هناك أمل في (المستقبل) فحتماً لن يكون هناك معنى للحاضر.
ـ أن تفكر في (المستقبل) فأنت بصراحة (تتعب نفسك)، فالمستقبل مرحلة متقدمة على مستوى الرؤية وعلى مستوى ما هو متوفر من بيئة عمل جاذبة وكوادر متخصصة وعقليات تدير العمل بفكر احترافي.
ـ والتفكير للتخطيط للمستقبل بكل أدواته ومتطلباته واحتياجاته هو (مضيعة للوقت والجهد والمال).
ـ أنا وأبناء جيلي سنظل قنوعين بالحاضر وبالتالي لم يعد لنا (مستقبل).
ـ المستقبل (الموضوعي) هو أن تستكمل تعليمك.. وتشتري سيارة (تقسيط) وتتزوج، ويكون لديك (وظيفة) ومنزل.
هذا هو (المستقبل) لكن على مستوى الكيانات والهيئات والمؤسسات الرياضية والمنظمات فالموضوع طويل جداً يحتاج إلى صبر ووقت وتخطيط ودراسات متعمقة باحتياجات ومتطلبات الجيل القادم.
ـ (شيلوا من دماغكم) ما يقوله ياسر القحطاني (حلو المستقبل).
ـ وهذه (الدعوة) ليس فيها تكريس لثقافة (الإحباط) أو (التيئيس) لكن هذا هو (الواقع) حين نفكر في (المستقبل) دون أن نصحح الحاضر.
ـ والإنسان بطبعه يستطيع أن تعيش ويتعايش مع الحياة (بلا مستقبل).
ـ (المستقبل) هو المفردة التي أشغلتنا عن (الحاضر) و(المستقبل) هو أحد المفاهيم البعيدة جداً.. فإذا أردنا أن نصل إلى (المستقبل) فلابد من خطوات أولية أساسها (التغيير) والإصلاح قبل أن نقفز على (المستقبل)، ولكي نصل إلى (المستقبل) علينا أن نتخلص من مرارات الحاضر، ونفكر بعقلية (المرحلة) وليس بعقلية (أحلام اليقظة)، فالمستقبل بكل تحدياته ليس حالة (استجداء)، المستقبل حكاية (معقدة) وليس كما يقول الكابتن ياسر القحطاني (حلو المستقبل) (حلو مين يا بو عزوز) نروح فاصل على طريقة وليد الفرّاج.