|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
يوم الجمعة وتطبيق مستويات الإنصات الخمسة
2008-12-03
نتابع بشوق كل يوم جمعة برنامج (كل الرياضة) والذي يستضيف العديد من الرياضيين البارزين ومن ذوي الخبرة لنقاش جاد حول قضية رياضية للوصول إلى حلول قد تكون عوناً خلال تبنيها من الاتحاد السعودي لكرة القدم أو الجهة المعنية، ورغم أن الطرح مازال يدور حول كرة القدم ما لها وما عليها على أساس أن هذا الطرح يستهوي الجميع لثقافة المجتمع العالية في رياضة كرة القدم بما فيهم رجل الشارع الرياضي والنساء والأطفال، ولقد نجحت القناة الرياضية في هذا البرنامج مما جعل المتابعين يتشوقون إلى هذا اللقاء الحواري الجميل الذي يديره بكل كفاءة وتميز مذيعنا المبدع سلمان المطيويع، ولا أدل على هذا النجاح من مشاركة الأمير نواف بن فيصل في اللقاء من خلال مداخلاته الرائعة والتي أثرت النقاش، وكذلك مداخلات العديد من المختصين والقائمين على الرياضة مما جعل منه مادة ثرية، ولأن البرنامج أصبح وجبة دسمة من خلال النقاش والطرح الصادق والجريء وحتى يظهر بالصورة التي يتمناها المشاهد والمشارك فإن لي بعض النصائح لعل الزملاء المشاركين في البرنامج يراعونها ورغم قناعتي وعلمي بأن ما سأذكره لا يغيب عنهم إلا أن الحديث خلال اللقاء يشد الجميع بمن هم مشاركين في الأستوديو وحيث إن اللقاء أقرب ما يطلق عليه حوار فإنه يتطلب من كل مشارك أن يتعاون مع زميله المتحدث لإبداء رأيه بكل وضوح من خلال الاستماع والإنصات الجيد ولقد أمر الله بالإنصات في الحث على الاستماع للقرآن وتدبره وفهمه وهذا يدل على أن الإنصات أعلى رتبة من الاستماع وهو الذي يؤدي للفهم والاستيعاب لما يطرح كما أن الإنصات يدل على اشتراك الأعضاء في الاستماع مع الآذان وذلك بالسكون والتفاعل والبعد عن الحركة أو التشاغل الذي يدل على قلة الاهتمام والتركيز مع مراعاة تطبيق مستويات الإنصات الخمسة التي تتدرج تصاعدياً أقلها التجاهل وهو أن يظهر المستمع الصدود عن المتحدث عن عمد وقصد وينظر متى ينهي حديثه وبدون تعليق عليه ثم التظاهر وهو إظهار الاهتمام ظاهرياً بالمتحدث ولكن في داخل المستمع أنه لا يهتم بشكل كاف بالمتحدث وبما يقول، والثالث هو الانتقاء وهو الاهتمام بالمتحدث للاحتفاظ ذهنياً أو كتابياً بما يريده المستمع سواء السلبيات أو الإيجابيات والانتباه وهو الاهتمام الصادق بالمتحدث وبما يقول ولكن بدون أدنى تعبير عن تفاعل المستمع مع المتحدث وأفضلها هو التقمص وهو إضافة للاهتمام والانتباه فإن المستمع خلال الحوار في الحديث يظهر السلوك الذي يدل عليه حديث المتحدث مثل الإشادة والفرح أو الانبساط وربما الحزن إذا كان هذا هو مضمون كلام المتحدث، وأرى مراعاة أن يتم إتاحة الفرصة للمتحدث الذي يأخذ الدور في الحديث ليقول كل ما لديه. حتى يتمكن المتابع المستمع من التركيز فيما يدور في الحوار لأن الأصوات تتداخل قد لا يدركها من هو في الأستوديو وعدم اتهام نية المتحدث والطعن في مقصده كما حدث في إحدى الحلقات والتي قد تسيء الظن بالبرنامج والحق يقال إن البرنامج مستمر في تحقيق أهدافه والشكر للقائمين على القناة الرياضية على هذا التميز.. والله الموفق.