|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
سعيد جمعان وعصر جديد للكرة العربية
2010-02-10
الإدارة الحديثة جزء لا يتجزأ من المنظمات والمجتمعات المعاصرة حيث يجب أن تتفاعل مع مشكلات واحتياجات تلك المنظمات والمجتمعات, والتخطيط في أي عمل هو الأساس اللازم لتنفيذ الأعمال والبرامج على أسس علمية مدروسة توضح طرق ووسائل تنفيذها, ولم يخلُ الاتحاد العربي لكرة القدم من المشكلات التي كادت أن تعصف به ونشاطاته وباللقاءات العربية رغم ما قدم لها من دعم واهتمام ورعاية لم تكن موجودة من قبل حيث حدثت انقسامات خطيرة كادت أن تؤدي إلى تعطيل قد يطول برامج الاتحاد ونشاطاته ولم يخلُ أيضا من النقد اللاذع الذي تقبله رئيس الاتحاد بكل صدر رحب إيمانا منه بأهمية النقد الهادف وأن من يعمل لابد أن يكون في عمله قصور, فالكمال لوجهه سبحانه, وفي عصرنا الحالي مر الاتحاد العربي لكرة القدم في آخر اجتماعاته بشيء من الشفافية غيرالمعهودة في مثل اجتماعاتنا العربية والتي عادة ما يشوبها المجاملة المبطنة بعمل فيما بعد لا يليق, وفي ظل الجهود التي يبذلها الاتحاد العربي لكرة القدم ممثلا في رئيسه الأمير سلطان بن فهد وأمينه العام السابق عثمان السعد وفي خضم ما يقدم لم تسلم تلك الجهود من انتقادات لاذعة وجارحة والحق يقال أن العبء وقع على الأمين العام والذي قدم ريعان شبابه لخدمة الرياضة في المملكة والوطن العربي، فظل الجندي المجهول الذي يتنقل كالنحلة من بلد لبلد يخطط ويتابع ويقنع وينفذ فبارك الله في جهوده وفي عمره وما قدم, ومن وجهة نظري أرى بأنها ظاهرة صحية لأن ليس بين الإخوة مجاملة إذا صلحت النية لإظهار العمل بالشكل الذي يرتقي إلى التطلعات ووفقاً لما هو معمول به دوليا, وفي ظل ما تشهده البشرية المعاصرة من تطور هائل ظل الاتحاد العربي لكرة القدم مكانك سر, في حين أن التقدم الرياضي في كرة القدم والذي نشاهده اليوم مع الصعيد الدولي وصل إلى درجة عالية من الرقي في التنظيم والبرمجة والدعم وذلك للتقدم الذي حدث للعلوم المختلفة والتي استفادت منها تلك الاتحادات, والرياضة واحدة من تلك العلوم ولأن التخطيط المستقبلي أساس العمل الرياضي ولأن الرياضة دائما متجددة مع الفكر والطرح فقد تم تعيين أمين جديد للاتحاد العربي لكرة القدم سعيد جمعان ليخلف عثمان السعد وليسعد الرياضيين المحبين لكرة القدم العربية بهذا الرجل الرائع المميز المعروف بكفاءته الإدارية والفنية والعملية وهو رياضي بالدرجة الأولى يحمل بكالوريوس تربية بدنية وتلقى العديد من الدورات والدبلومات داخل المملكة وخارجها فمنذ أن كان مديرا لمكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بجدة عرف بعمله المنظم ومتابعته لدقائق الأمور والثقة في من حوله, فلم تخب رؤية الأمير العربي الرياضي الأمير سلطان بن فهد عندما عينه، غير أنني في الواقع أستغرب من عدم الاستفادة منه في الفترة الماضية عندما رشح أمينا مساعدا للاتحاد السعودي لكرة القدم فخسر
الاتحاد السعودي جهوده وخبرته طوال تلك الفترة ولكن إعادة ترشيحه من جديد لمنصب الأمين العام للاتحاد العربي لكرة القدم تدل على حنكة إدارية ورؤية ثاقبة من رئيس الاتحاد لهذا الرجل وابن الوطن المميز والذي يؤمل منه وقد أتى بعد رجل مجتهد يحب العمل العربي أن يؤدي عمله بكل تميز لما عهدناه منه, وبلاشك أن هناك معوقات ستقف أمامه أتمنى أن يتغلب عليها لعل من أهمها قلة الموظفين بالاتحاد وندرة الخبراء والمبرمجين والمتخصصين في التخطيط وقلة الموارد المالية وعدم كفاءة التنظيمات والأجهزة وغياب القاعدة المعلوماتية ولكن سعيد جمعان ( أبا حمد ) سيجد دعما كاملاً وبلا حدود من الأمير سلطان بن فهد رئيس الاتحاد و نائبه الأمير نواف بن فيصل القريب من الاتحاد وهمومه , فضلا عن تميزه وخبرته وبعد رؤيته الإدارية والفنية ولكي يتحقق له وللاتحاد العربي النجاح وفي ظل التفاهم والتعاون في مجال الشباب والرياضة فإنها فرصة للأمين العام الجديد أن يستثمر ذلك بزيارة الاتحاد البريطاني لكرة القدم والإطلاع على طريقة أدائه ونشاطاته وكيف يدار ومثلها للاتحاد الدولي كما أنني أرى أن ينطلق من خلال الاهتمام بالإدارة الاستراتيجية والبعد عن التخطيط التقليدي وأهمية الاستجابة للمتغيرات المعلوماتية والتكنولوجيا المتسارعة في عمل الاتحاد وضرورة البحث عن آليات جديدة تمكنه من تحليل الفرص والتهديدات البيئية الخارجية ودراسة أوجه القوة والضعف وتحديد الرسالة والرؤية والأهداف ثم وضع الاستراتيجيات للاتحاد , ونمط الإدارة المستقبلي هو الذي سيحدد نجاح الأمين العام سعيد جمعان الذي يملك مقومات النجاح لكفاءته وخبرته, الاتحاد العربي للكرة سيواجه تحديا جديدا لابد له من اجتيازه لانطلاقة جديدة وحديثة لبرامجه ونشاطاته تتوافق مع التطلعات العربية المأمولة لمستقبل زاهر نتمناه للاتحاد العربي في انطلاقته الجديدة والله الموفق.