|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
لماذا لا نطور مسابقاتنا الخليجية
2010-04-07
لا ينكر أحد ممن تابع مسيرة المسابقات والبطولات والدورات التي تقام على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعلى مستوى الألعاب الرياضية المختلفة أنها ساهمت في تطور وتنمية الألعاب في جميع الدول فتطور المستوى الفني والمهاري للاعبين وكذلك المنشآت الرياضية والملاعب والميادين الرياضية، وتطور مستوى التنظيم والإدارة الرياضية وفي واقع الواقع أن هذه التجمعات الرياضية الجميلة وما يتم فيها من لقاءات وتنافس شريف هو انعكاس وترسيخ لتوجيهات قادة دول مجلس التعاون الذين تعودوا على الالتقاء والتحاور في جو صحي منظم تسوده المحبة والإخاء، إلا أن هذا لا يعفينا كرياضيين أن نبحث اليوم عن أي وقت مضى عن الوقوف الفعلي لمعرفة مدى فائدة هذه المسابقات ومردودها الفني والمهاري والاجتماعي والنفسي على أبناء دول المجلس، وحيث انه لا توجد دراسات أو أبحاث علمية لمعرفة المردود الفعلي لتلك المسابقات بعد مضى هذا الوقت الطويل من تنظيمها، ونحن اليوم في ظل ما نشاهده من انعكاسات سلبية لتنظيمات ضعيفة للمسابقات الخليجية فإننا كرياضيين محبين للوطن الخليجي أمام تحد جديد للرياضة الخليجية والعربية بشكل عام فإذا نظرنا إلى غيرنا من الدول المتقدمة فإننا متأخرون بلا شك فنيا عما هو موجود دوليا والاولمبياد هو خير شاهد على ذلك والمقياس الحقيقي لتطور أي رياضة وفي ظل عصر الاحتراف الذي تعيشه الرياضة الخليجية والبحث عن الماديات التي أصبحت ضرورية وعصب الرياضة ولأن المسابقات الخليجية في ظل هذا التنظيم الضعيف من خلال لجان لا تملك القرار ولا الأنظمة واللوائح التي تكفل حسن إدارتها لأنشطتها وبرامجها بما يكفل على الأقل تحقيقها لأهم أهدافها وهو التقاء الشباب الخليجي في منافسات ومسابقات توطد العلاقة فيما بينهم وعلى كل حال سوء التنظيم ليس في اللجنة التنظيمية لكرة القدم فقط بل جميع اللجان التنظيمية فاللجان تنظم مسابقات لجميع الفئات السنية تحت 14 و16 و18 و23 ودورة الخليج وكذلك للأندية فماذا نتوقع من اللاعب الخليجي في ظل زخم هذه المسابقات وفي ظل هذا السن الصغير وفي ظل تنظيم لا يرتقي للمطلوب الذي يكفل حماية اللاعب نفسه ومن الآخرين فحري به أن يحترق من تلك المشاركات في سن مبكر وإن إقحامه في مسابقات مع إخوانه في دول الخليج في ظل ضعف ثقافة المشاركة والتي أصبحت على تحقيق الإنجازات والميداليات لا البحث عن الالتقاء في أجواء صادقة وصافية فأصبح هم اللاعب الخليجي في أي مشاركة الفوز على زميله في الدولة الأخرى ولا ضير عنده أن يخفق في المسابقات التي تقام خارج إطار دول الخليج لأنه يتغنى بفوزه على زميله وأخيه وعلى أي مستوى في ظل تحكيم هزيل ومهزوز وهذا ديدن الاتحادات الخليجية ترشح حكاما في بطولات الخليج لتكتسب الخبرة ولأننا مقبلون رضينا أم أبينا على تطوير يستهدف إعادة صياغة إعداد البطل ليكون ممثلا في الاولمبياد لا أن يكون الطموح الوصول له فقط فإنني أرى من وجهة نظر شخصية أن يتم النظر في مستقبل اللقاءات الخليجية عبارة عن لقاءات شبابية وتجمعات رياضية حبية تحت عنوان تنمية وتطوير ولقاءات محبة وإخاء بتنظيم جديد يبتعد عن المنافسة وأن يتم تكليف جهات مختصة من وزراء الثقافة والإعلام والشباب في دول المجلس بتصميم تلك البرامج والأنشطة بحيث تكون هادفة وتعود على الشاب الخليجي بالنفع والفائدة وتخلق لديه الحس والحب والوفاء والولاء لدينه ووطنه الخليجي وتزيد من أواصر الصداقة والمحبة بين شباب دول المجلس ويتم كذلك تصميم نشيد وطني خليجي يتفق عليه ويتم اعتماده من قبل المختصين يردده المشاركون في كل لقاء ويلتفون حوله بصوت واحد ونغمة في بداية كل لقاء وعلى حد علمي هنا تجربة ناجحة في التجمعات الشبابية على مستوى الخليج والعرب في هذا الشأن وأن يتم الابتعاد عن اللقاءات التنافسية الجادة والحادة والتي تزيد من الشحناء والبغضاء بين شباب دول المجلس خاصة في البطولات السنية فهي المدخل الوحيد لتنمية وتطوير العلاقات الخليجية.