|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
كيف نردم الفجوة
2010-05-12
شهد المجال الرياضي في السنوات الأخيرة جملة من التحديات التطويرية, ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية وخاصة في رياضة كرة القدم؛ اقتصادياً برزت ظاهرة عولمة الاقتصاد وانفتاح السوق ومحاولات الهيمنة التجارية من خلال التكتلات الاقتصادية ونشوء الشركات القارية واجتماعياً تمثل في التحديات المعلوماتية بمخاطر العزلة الاجتماعية والاستخدام غير الأخلاقي للمعلومات ورياضيا تتسابق كثير من الأمم لإصلاح نظامها الرياضي بهدف إعداد منتخباتها المختلفة لمقارعة الدول المتقدمة في هذا المجال. وقد استقطبت لذلك أكبر الكفاءات الإدارية والتدريبية وقدمت لها دعماً سياسياً ومالياً ضخماً، وشاعت خطط التطوير والتنمية لإحداث التحول في النموذج الرياضي. وحيث أننا لسنا بمعزل عن ذلك فسعت الأندية الرياضية وبما فيها الاتحاد السعودي لكرة القدم مغردين لوحدهم بالتميز بهذه اللعبة والحصول على الامتيازات وتسابقت الشركات على الفوز بالرعاية لتلك اللعبة بالملايين التي تزداد سنويا وأصبح لاعب كرة القدم ينفرد بميزات لا يملكها أي لاعب في أي لعبة أخرى فلك أن تتخيل ما يحصل عليه مثلا لاعب الهلال ياسر القحطاني بصفته لاعب كرة قدم من راتب مجز وبدلات فوز وإعلانات قد تصل للملايين مقارنة على ما يحصل عليه أفضل لاعب سعودي وخليجي في كرة الطائرة مثلا أحمد البخيت أو أي لاعب آخر في أي لعبة لا يوجد مقارنة على الإطلاق كل هذا بسبب اهتمام الأندية بكرة القدم والتركيز عليها وهذا قد يكون أمرا منطقيا بصفتها اللعبة الشعبية الأولى وكذلك وجود هرم الرياضة الأمير سلطان بن فهد ونائبه على سدة اتحاد الكرة وتبنيهم تشجيعا منقطع النظير للعبة ولعلنا من هذا ننظر لنادي الهلال عن بقية الأندية كأنموذج فاللاعب في الهلال يحصل على راتبه كل نهاية شهر بل هو مطمئن بأن خزينة النادي في ازدياد نتيجة وجود الرعاية من الشركات الداعمة لكرة القدم دون غيرها, من أجل ذلك يعطي اللاعب داخل التدريب وفي المباريات كل طاقته وبفكر نظيف بعيد عن المشوشات والمنغصات ولهذا سيستمر الهلال متميزا إذا استمر على هذا النهج ,إلا أن هذا لا يجعلنا نتناسى الألعاب الرياضية الأخرى، والملاحظ للإنفاق في مجال كرة القدم يرى الدعم الكامل لها , وفي ظل هذا الاهتمام برياضة كرة القدم دون غيرها لابد أن نوضح للمسئول خطورة هذا الوضع على رياضاتنا المختلفة لأن ألعابنا الرياضية المختلفة أصبحت مهددة في الوقت الحالي عن أي وقت مضى بهبوط حاد في المستوى الفني بما فيها أم الألعاب ألعاب القوى فلم نعد نسمع لها صدى وكل مشاركة عالمية لا ترتقي للمأمول وكذلك الحال باقي الألعاب التي يعول عليها الكثير فلعبة كرة القدم وكذلك اليد لم تتأهل لكأس العالم وكرة الطائرة متدنية المستوى وفي هبوط وكذلك الحال في كرة السلة أما الألعاب الفردية فحدث ولا حرج مستوى لا يرقى إلا أن يكون في مستوى بطولات المدارس ولم تستطع العديد من الألعاب الفوز ببطولات الخليج إذا أخذنا هذا بالمقياس وأنا لم أقل عربيا , كمقياس بسيط من يصدق أن إحدى الدول الخليجية أدخلت الجمباز منذ سنوات معدودة وشاركت هذا العام في البطولة الخليجية بجده وحصدت الميداليات الذهبية الوضع الذي لابد أن يدركه المسؤول وأن يقال له من المستشارين إن الوضع الحالي في ظل وجود الفجوة الكبيرة بين الاهتمام برياضة كرة القدم والألعاب الأخرى أصبح لا يقارن فالعمل منصب على كرة القدم فقط دون غيرها وأصبح العمل في بعض الاتحادات اجتهادات فليس من المنطق أن تخطط لاولمبياد 2012 بدون وجود ميزانيات أو اتحاد يصرف للاعبيه مكافآت بدون رصيد, أو اتحاد همه الأول تنظيم أكبر عدد من البطولات في ظل عدم وجود الرقابة والمحاسبية, وما يحدث اليوم يهدد العمل النوعي الاحترافي الذي أعلن عنه الأمير فيصل بن فهد والمتمثل بالصقر الاولمبي ومن وجهة نظر شخصية أرى أن أخطر ما يواجه التطوير والتنمية في أي مجال عدم وجود الدعم المادي والمعنوي ونحن والحمد لله تعتبر بلدنا من أغنى الدول في العالم,وما نشاهده اليوم من رغبة الشركات برعاية كرة القدم والمنتخبات السعودية وما تقدمه الدولة للرياضة كفيل بتحقيق أهدافها وأرى أن يتم البحث من قبل اللجنة الاولمبية السعودية للاتحادات الرياضية عن دعم ورعاية ولعل من المناسب أن يربط رعاية كرة القدم السعودية برعاية شاملة للألعاب الرياضية الأخرى وستوافق بلا شك تلك الشركات في ظل الطلب على الدوري السعودي نحن نعلم أنه اليوم لا يوجد رعاية صريحة لأكثر ألعابنا الرياضية وتعتمد على قوة الرئيس في إيصال صوته للمسئول أو علاقاته الشخصية لإيجاد رعاية خجولة ووقتية , الفجوة الكبيرة التي حدثت الآن قد تزداد حتى تكون عائقا ووضعا مخيفا لا يقبل التحسين والإصلاح فاليوم نحن أمام منعطف قوي للتطوير والنظر للتدخل في وجود رعاية للاتحادات تكون شاملة لأنشطة جميع الألعاب وفق سياسة واضحة تحكمها مصلحة تلك الرياضات المهددة بالتحول إلى نشاط غير تنافسي, وقد يكون ذلك بتشكيل لجنة ممثلة لجميع الاتحادات الرياضية تجتمع شهريا تقدم اقتراحاتها لتبني فكر جديد للاستثمار والرعاية وأن يقوم الإعلام المرئي والمقروء بدوره من خلال تغطية صريحة وواضحة لجميع الرياضات وهذه دعوة للمبدع الأمير تركي ابن سلطان مساعد وزير الثقافة والإعلام المشرف على القناة الرياضية بمنح الاتحادات الرياضية الفرصة لنقل نهائيات ألعابها على الهواء مباشرة على القناة الرياضية لتسليط الضوء عليها ولتكون مساعدة لجلب الرعاية والاهتمام أما صحيفتنا الرياضية الوردية فقد مدت يدها لجميع الاتحادات الرياضة, والله الموفق