|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
اليابان .. كما رأيت
2010-06-30
المراقب ا لمدقق يلحظ أن المرحلة التي يمر بها العالم اليوم ذات إيقاع سريع جدا ربما كان الدافع له تحقيق أفضل عائد ممكن من كل شيء في زمن كأنه لمح البصر طبقا لمنهج علمي يتوخى الإفادة من الموارد البشرية.. وترشيد الإمكانات المادية المتاحة.. فالزمن هو الحياة وهي فرصة واحدة لكل البشر وهي أثمن ما لديهم وكل لحظة تمر لا يمكن تعويضها.
وواقع الحياة في كل دولة يجب أن يواكب ما يحدث في عالم اليوم حتى يستطيع أن ينافس ويشارك ويؤثر فيما يحدث من متغيرات. ولعل الاهتمام بالثقافة الرياضية في مؤسسات التعليم العام، أن يكون الأساس السليم لإعداد الإنسان الصالح من الطفولة المبكرة من الناحية البدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية في إطار من القيم الروحية والإنسانية السامية.
كما أن الاهتمام بالرياضة المدرسية يعتبر الخطوة الأساس للكشف المبكر عن المتميزين والمبدعين والمتفوقين رياضياً لرفع المستوى التنافسي فالرياضة المدرسية تسهم في إعداد الإنسان الصالح الذي يستطيع أن يعمل وينتج ويتفوق وينجز في كافة نواحي الحياة.
وقد شاركت في دورة تدريبية عن تطوير التعليم في اليابان على مدى شهر من الزمان بصحبة ثمانية مشرفين تربويين، وتضمن البرنامج زيارة بعض المدارس في مدن يابانية مختلفة للاطلاع على ما يقدم للطلاب داخل المدارس ولفت انتباهنا في المدارس التجهيزات الجيدة داخل المدارس مثل المبنى الواسع والملاعب والصالات الرياضية الداخلية والمكشوفة والمسارح ولحظنا دورا بارزا للمعلم ومدير المدرسة والهيئة الإدارية حيث يوجد مجلس إداري يقود المدرسة قيادة ذاتية فمثلا يمكن نقل المعلم من المدرسة بدون إذنه والعمل على تطوير وتحسين بيئة المدرسة فضلا عن ترتيب الخروج والدخول من وإلى المدرسة ولم نلحظ تجهيز الفصول بسبورات ذكية أو تجهيزات الكترونية وحضرنا أكثر من درس تطبيقي لمعلمي التربية البدنية في عدد من المدارس وخصص زمن يتراوح من ثلاث إلى خمس ساعات أسبوعيا لتدريس مادة التربية البدنية. وفي الواقع لم أر شيئا مختلفا عما يطبق من معلمي التربية البدنية في مدارسنا بل إن بعض معلمينا يفوق ما قدمه العديد من المعلمين في اليابان، لكن الشيء المختلف بيننا وبينهم هو توافر الملاعب والصالات والتجهيزات والأدوات وتصميم الدرس من المعلم حيث يراعي التتابع والمدى في المهارات بمعنى أن الطالب في الصفوف الأولى يتعلم المهارات الحركية الأساس وفي الصفوف الأخرى يتعلم المهارات الكبرى بحيث ينتقل من صف إلى صف وقد تعلم المهارات الرياضية التي في الصف السابق أي كل مهارة جديدة يتعلمها يكون قد تعلم المهارات السابقة المطلوبة لها , وكذلك يقوم المعلمون السابقون المتقاعدون بخدمات تربوية جليلة داخل المدرسة كالمشاركة في التطبيق أو الإشراف على الطلاب في الأنشطة والبرامج والفسح والشيء الجميل هو روح الدرس والاهتمام بذلك من خلال التطبيق الفعلي للمهارات الرياضية داخل الدرس وحصول الطلاب من الروضة حتى المرحلة الثانوية على دروس يومية في التربية البدنية تكون ذات كفاءة وجودة عالية., وبمقارنتها بواقع التربية البدنية لدينا نجد فرقا كبيرا، حيث أن الوقت المخصص لتنفيذ حصص التربية البدنية للطلاب يتراوح ما بين خمس وأربعين دقيقة إلى تسعين دقيقة في المرحلة الابتدائية وخمس وأربعين دقيقة للمرحلتين المتوسطة والثانوية يذهب الجزء الأكبر منها في النزول والتغيير والخروج والاستعداد للدرس التالي,
ولقد حضرنا بعض المباريات وتشدك تصريحات اللاعبين بعد نهاية المباريات حيث ذكر أحد اللاعبين بعد سؤاله من أحد الإعلاميين عن رضاه عن نفسه بعد المباراة بأنه عمل اليوم داخل الملعب عملا متميزا ولم يقل لعبت بل قال عملت وهذا يدل على الفكر الاحترافي في العمل الرياضي. والثقافة الرياضية التي ننشدها الشيء الذي لابد من الإشارة إليه أن هناك تشابها كبيرا بين اليابان والمملكة حيث تشهد الدولتان تطورا مذهلا في شتى المجالات, بقي أن تعرف أن وزير الشباب والرياضة في اليابان هو نفسه وزير التربية والتعليم, وأن أي من أعضاء الفريق المشاركين في الدورة لم يسأل عن تجربته لنقلها في ميداننا التربوي, والله الموفق.