|


خالد بن عبدالله النويصر
احذروا الهلال .. أو قلدوه
2009-12-16
كرة القدم الحديثة تعتمد على الانضباط داخل وخارج الملعب والسرعة في نقل الكرة وعدم الاحتفاظ بالكرة، وبلغة المدربين (لمسة أو لمستين ومن ثم التمرير)، وهذه الكلمات سهلة من الجانب النظري وصعبة التطبيق على أرض الواقع، وكنت أتمنى أن أشاهد نادياً سعودياً يطبق هذا النظام المتبع في الدول المتقدمة في مجال كرة القدم وخاصة في أوربا.
ـ تجربة المدرب البلجيكي جريتس مع فريق الهلال جديرة بالدراسة والنقاش من قبل المختصين في الإتحاد السعودي لكرة القدم، لنجاحه في تغيير المفهوم المتعارف عليه داخل المجتمع الرياضي السعودي أن اللاعب السعودي لا يمتلك مواصفات اللاعب المحترف وأنه غير منضبط، واتضح لكافة محبي ومتابعي كرة القدم السعودية أننا كنا نتخبط ونتعاقد مع أنصاف المدربين.
ـ المتابع لدوري زين السعودي يلاحظ أن هنالك فارقاً كبيراً بين لاعبي الفريق الهلالي والأندية الأخرى وإن كان الفريق الشبابي منافساً عنيداً ونداً قويا له في هذه المرحلة من عمر دوري زين السعودي، ولكن الواقع يقول إن اللياقة البدنية والتحرك الإيجابي للاعبي الفريق الهلالي والإعداد الفني والنفسي لهم يختلف عن جميع الأندية السعودية الأخرى.
ـ اتبع الفريق الهلالي برنامجا ـ فنيا وغذائيا ـ يوميا، منظماً ومعداً من قبل المدرب جريتس ومعاونيه، يبدأ بتواجد اللاعبين من الساعة التاسعة صباحاً وتنطلق التمارين الساعة العاشرة حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً وبعد ذلك يؤدون صلاة الظهر ومن ثم وجبة الغداء وبعد ذلك ينتهي برنامجهم اليومي, ويطبق هذا النظام طوال الأسبوع ما عدا التمارين الرسمية للفريق فتكون خلال الفترة المسائية.
ـ من الطبيعي أن يواجه اللاعب السعودي صعوبة في تطبيق نظام التمارين الصباحية، لأن لاعبينا اعتادوا على السهر طوال الليل والنوم طوال النهار مع وجبة سريعة على الماشي قبل التمرين كما هو حاصل من بعض لاعبينا في الأندية الأخرى، ولكن لاعبي الهلال تجاوزوا هذه المرحلة، ولهذا فإن المستويات العالية التي يقدمها الفريق الهلالي لم تأت من فراغ بل جاءت من خلال عمل فني وإداري منظم.
ـ هذا العمل الاحترافي أجبر اللاعبين على النوم مبكراً وأعطى الجهازين الفني والإداري الفرصة لعمل برنامج غذائي مناسب للاعبين وأتاح الفرصة لهم للتواصل مع أهلهم وأقاربهم ووجدوا الوقت الكافي للجلوس مع أسرهم وأصدقائهم، وهذا الأمر انعكس إيجابياً على أداء اللاعبين داخل الملعب.
ولهذا أقول لجميع الأندية بكل أمانة وبعيداً عن التعصب الرياضي “احذروا الهلال أو قلدوه”.