|


أحمد المطرودي
الأخضر رب ضارة نافعة
2011-10-11
في اعتقادي أن أكثر الأسباب التي تعرقل انطلاقة الأخضر في أي مناسبة هي الشحن الزائد الذي يلازم اللاعبين والمطالبات القوية دائماً بتحقيق الفوز، وقد يظن البعض أن إدارة المنتخب هي المسؤولة عن هذه الوضعية والحقيقة أنها ثقافة مجتمع يكون أساسها التربية السليمة التي تعطي استقراراً أكبر وواقعية وتقبلاً للخسائر وعدم المبالغة في الفرح الهستيري، فاللاعب يتلقى موجات ساخنة من الأشخاص المحيطين به، ففي حالة الفوز يجد اللاعب نفسه وهو يطير بالفضاء وكأنه لا يوجد في الكون سواه، وعند الخسارة تشفق عليه وهو يتلقى الإهانات والتجريح الشخصي، وهي انعكاسات لما يصيب المشجع من انفعالات سواء للفرح أو للحزن، وقد شاهدنا منتخبات تخسر وجماهيرها تعبر عن الخسارة بأسلوب راق وأخرى تحقق الفوز وترى جمالية الاحتفال بين اللاعبين وعشاقهما، عندنا لا يمكن قبول الخسارة وتتحول مساحات النقد إلى إسقاطات مرضية وتنفيس انفعالي يزيد الاحتقان ويشتت الأذهان ويعرقل المسيرة ويأتي المعالج بتشخيص خاطئ ودواء مميت لأن القوس أعطيت لغير باريها، هذه المرة الظروف المحيطة والخسارة الموجعة من أستراليا والروح المعنوية العالية عند التايلانديين والترشيحات المسبقة التي أعطت الفوز للمنتخب التايلاندي بالإضافة للأرض والجمهور كلها عوامل تخفف من الضغوط وتسبب انفجار طاقات اللاعبين وتكاتفهم داخل أرض الملعب بإحساس عال بالمسؤولية، وبودي أن أقول للاعبين كلاماً مهماً في نظري أن التفوق المؤقت للمنتخب التايلاندي جاء بسبب الإعداد الجيد وهذا طبعاً لا يلغي تطور مستواه لكن على اللاعبين أن يدركوا أن المهارة الفنية والقدرات التي يملكونها تتفوق على لاعبي تايلاند إذا أحسن المدرب وضع التشكيل المناسب، وقام بتوظيف قدرات اللاعبين جيداً وعدم الاعتماد على لاعبين غير سريعين وخاصة الأطراف الدفاعية لأن ذلك سيعطي فرصة أكبر للتايلانديين بالغزو السريع، وهي الميزة التي يشتهر بها أداء الشرق الآسيوي، ومن الأسباب المعينة في تحقيق الفوز (إن شاء الله) تقارب الخطوط وتضييق الخناق وعدم إعطاء مساحة للتحرك واللعب الجماعي السريع المعتمد على اللمسة الواحدة، والتركيز أمام المرمى، وأتمنى من المدرب واللاعبين إدراك أن عدم تسجيل التايلانديين لهدف مبكر سوف يسبب ضغطاً على اللاعبين من قبل الجماهير فما بالك لو سجلنا هدفاً مبكراً سيقلب الموازين رأساً على عقب، وينقلب سحر الجماهير على الساحر ويتحرر اللاعبون من القيود، وتخرج المهارات السعودية.
إنني شخصياً متفائل بتحقيق الفوز بتواجد الأسماء المؤهلة وليس كما حدث في لقاء أستراليا، وإذا كانت الأكثرية لم توجه نقدها للمدرب وعدم تحميله الخسارة كونه جاء متأخراً فإنني أرى أن المدرب ريكارد كان عليه أن يمارس دوره كقائد ومدرب في آن واحد بتطويع الإمكانات وتوظيف القدرات وإكمال عمل المدرب السابق بالمحافظة على نفس المجموعة التي شاركت في الدورة الدولية بالأردن والتصفيات الأولية والتي لاحظنا عودة شيء من روح الأخضر وعندما بدأ الأخضر يتعافى جاء ريكارد ليعيدنا للمربع الأول الذي صنعه من قبل بسيرو، باعتقادي أن التغيير السريع كان سبباً لعدم الانسجام والتوازن بين الخطوط، وهو الشيء الذي أتمنى من ريكارد أن ينتبه له.