|


أحمد المطرودي
الرائد والتعاون المنافسة والفكر
2011-12-13
دائماً كانت الانتقادات الموجهة للرائد والتعاون أن لقاءاتهم لا يوجد بها المهارات الفنية والإمتاع الكروي لكن المضمون هو الإثارة والصخب والحضور الجماهيري والمتابعة الإعلامية، وقد يكون هناك أسباب كثيرة لافتقاد هذه المواجهات الأداء الكروي العالي لكن أهم الأسباب في نظري تعود للشحن النفسي الزائد عن الحد المعقول، وتبالغ الإدارات في شحذ الهمم ورصد المكافآت وتتداخل الجماهير على الخط فتزيد الأمور تعقيداً، فيظهر الفريقان التحفظ المبالغ فيه والخوف والقلق من الخسارة وتبعاتها وشخصياً توقعت أن هذه الحالة سوف تزول مع التغيير الكبير الذي حدث للفريقين بعد إقرار الاحتراف ومن خلاله تم ضخ أسماء كثيرة من خارج المنطقة، وأيضا وجود العنصر الأجنبي إلا أن توقعاتي باءت بالفشل لأن اللاعب الذي يحضر يتأثر بالأجواء المحيطة فيندمج مع الحالة النفسية التي يعيشها أبناء النادي فيتأثر سلباً وينعكس ذلك على أدائه داخل أرض الملعب ولا أدري هل يستطيع أي مسؤول في الناديين أن يقول للاعبيه العبوا بأعصاب باردة وطبقوا المطلوب منكم والسنوات الماضية حضرت الجماهير وغابت المستويات وهذه المرة قد يكون العكس الفريقان فنياً لديهما ما يقدمانه خاصة أن عامل الثقة موجود، وهناك أسماء قادرة على تحقيق المتعة ولكن على العكس قد يكون الحضور الجماهيري أقل من السابق لاعتبار واحد عندي وهو النقل التلفزيوني المتاح، وحينما تتعود الجماهير على النقل التلفزيوني سوف تشتاق للحضور من جديد وتعود الجماهير كما كانت تملأ المدرجات ضجيجاً والتوقع بنتيجة اللقاء صعب إلا من خلال أحاسيس قد تصيب وقد تخطئ نظراً لأن المستوى الفني لم يحسم أي مواجهة بينهما، بل العكس دائماً الفريق الواثق هو من يخسر والعكس رغم العزف المسبق من المعسكرين على ضمان الفوز ظناً منهما أن هذه الطريقة هي الأجدى في زعزعة الثقة لدى الآخر، وأهم ما يميز مواجهاتهما الروح العالية التي يتمتع بها أفراد الفريقين، وكذلك المسؤولون مما يعطي انطباعاً رائعاً أن هناك تغييراً في الفكر والمفاهيم، فالتنافس الناري مطلوب، والإثارة هي جمال كرة القدم، لكن دون الإنقاص من قيمة الآخر والتقليل من شأنه، ومن يفعل ذلك هو في الحقيقة يسب نفسه، فالذي يقلل من قوة منافسيه هو في الحقيقة يقلل من قيمته هو، فكيف ترضى بمنافستهم وأنت تعترف بضعفهم وهنا قمة الازدواجية وممارسة واضحة للإسقاط، ولعل أهم العناصر التي تفسد هذه الأجواء هو التحكيم الذي أضر بالفريقين كثيراً وعطل انطلاقاتهم للمقدمة خاصة الرائد الذي مارس الحكام معه أنواع الظلم بعد أن انتفض الفريق بسبب وقفة جماهيره وقدوم المدرب المتميز عمار السويح الذي عالج أخطاء الإدارة ومعاندتهم الجماهير بالإبقاء على جوميز وهنا ظهر دور جماهير الرائد الحقيقي.