|


أحمد المطرودي
المطبلون للمطوع
2012-01-03
الأطفال الذين يربضون على أجهزة الكمبيوتر.. ويجرحون بالناس ويمارسون أنواع السب والشتم هم أخطر من أقرانهم الذين يحملون المسدسات، فهم يحتاجون إلى دورات في احترام وجهات نظر الآخرين وكيفية التعامل مع المخالفين فيعتقدون أن النقد مثلاً هو عدائية فلا يمكن أن يكون في حساباتهم مثلاً أن أهداف النقد السامية هي تقويم المعوج وإصلاح الخلل ومساعدة المنقود على علاج نفسه وتعديل مساره، ولذلك تكون آراؤهم بين مطرقة التحجيم والشتم والقمع وبين سندان المدح والتطبيل والغناء ونشوة الانتصار مستخدمين التعرض للشخص ورميه بأقبح الألفاظ والمفردات السوقية منهجية لهم بسبب تربيتهم السيئة التي كانوا فيها ضحية أسلوب خاطئ من الوالدين أو من المجتمع القريب منهم فيتعرضون في حالة الخطأ إلى سيل من التحطيم الذي جعل من شخصياتهم عدوانية التفكير، صلفة الطباع، قاسية المعشر، لا يعرفون الحب والانتماء ولا الإيثار، بل الغيرة من سماتهم، وعندما يحبون فهو حب أناني يرون المحبوب جسراً لأطماعهم ويصلون إلى مرحلة لا يوجد لديهم قدرة على ضبط سلوكياتهم فهم متقلبون حسب الرغبات والأمزجة مما يجعل الواعز لديهم ضعيفاً والخوف من الله لديهم يبدو قليلاً فقد يرتكبون إثماً كبيراً في مقابل إغراءات وأسباب تافهة فيتهمون مخالفيهم بالرأي بأعراضهم، ويشهرون بهم، وعندما تبحث عن دواعي الاختلاف تجده أقل بكثير من البعد الذي وصلوا إليه.
هذه النوعية لم تجد لها أرضاً في بعض المواقع ذلك أن المشرفين الشرفاء لا يسمحون لهم ببث سمومهم وإفساد روح الطرح والمناقشة، ولذا صارت منتديات الأندية تعبر عن نوعية منسوبيه وأخلاقياتهم، في مواقع الرائد هناك نوعيات من هذا النوع شوهت سمعة الرائديين الذين حصل فريقهم على جائزة اللعب النظيف وجماهيرهم على مثالية التشجيع، ورغم جهود المشرفين ومحاولات كبار الكتاب في طرح راق إلا أن هؤلاء مازالوا يجهضون كل محاولات البناء التي دائماً تناشدهم في رفع مستوى الطرح ومناقشة الكاتب عن فكره وآرائه، والابتعاد عن المساس بشخصه وكرامته، فالشخص يتحول إلى إنسان سيئ بمجرد أن اختلف معهم ولم يفكروا أن يبحثوا عن الحقيقة لأن أسلوبهم يعتمد على سياسة معهم معهم أوعليهم عليهم والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنصف الشيطان بأن صادق على كلامه بالقول صدقك وهو كذوب.
لقد مر الرائد بمراحل صعبة كان يحتاج فيها لرفع المعنويات، ورئيسه للدفاع والدعم والفريق للمؤازرة، وعندما قمنا بهذا الدور اختلفنا معهم في توقيت النقد لهذا لم يعجبهم الدفاع وحينما احتاج الفريق للنقد وقمنا بانتقاده خوفاً وغيرة عليه كانوا يعيشون أجواء من النشوة الوقتية فلم يعجبهم وأرادوا الدفاع عن الرئيس لكنهم أساءوا الطريقة وتوهموا أن الدفاع عن المطوع هو في مهاجمة منتقديه وإقصائهم وتجريدهم من ميولهم وكأن الرائد يكتفي بخدمة شخص والبقية يجب استئصالهم.
إنني أقول للذين يدعون حب المطوع أن المحبة لا تأتي بالتطبيل وتكريه الناس به وإنما في الوقوف معه ودعمه والنقد أهم دعم يقدم له أن جميع الرائديين مدانون لرئيسهم ويدركون الأعمال الكبيرة التي قدمها لكنه في النهاية بشر يخطئ ويصيب وليس منزهاً عن النقد الذي هو الطريق الصحيح لعودة الرائد للمسار الصحيح، والمطوع قادر على إعادة الفريق للتوهج شريطة الاستفادة من الفترة الشتوية ودعم الفريق بأجانب على مستوى يرضي طموحات الجماهير.