|


أحمد المطرودي
الهلال البيئة الجاذبة
2012-02-14
الإنسان المريض هو الذي لايمكن أن يقتنع بإمكانات الآخرين أويعترف بها بل يقضي الوقت والجهد في تفسيرنجاحات الآخرين وإعطاء المبررات لهذا النجاح، وحينما تصعب المهمة عليه يبحث في الخيال ويخترع الأقوال.. والإنسان السوي هو الذي يؤمن بما لدى الآخرين من مواهب وقدرات ويؤمن بماأعطاهم الله من حظ ومانالهم من شرف.. فيحترمهم ويضع نفسه في المكان الذي يناسبه ويتوافق مع مايملكه من قدرات، الآن أصبح البعض يحاول من خلال بعض الأطروحات السلبية أن يقلل من انتصارات
الهلال وحصده للبطولات من خلال إيجاد أسباب هذه الانتصارات وحصد الكؤوس، والمشكلة أن تكون الأسباب التي طرحها نابعة من عقلية مرضية تمارس التبرير الإسقاطي، فمرة يصف سيطرة الهلال على البطولات بالحظ الذي لو تحقق لفريقه لكان بطلا لايشق له غبار، ومرة يكون التحكيم هو من يساعد الهلال رغم أن البطولات التي تحققت لم يكن للتحكيم أي دورفيها.. والعكس فقد واجه الفريق الأزرق أخطاء كثيرة أخسرته الكثيرمن النقاط.. ولكن قدرة الفريق على تجاوزهذه الأخطاء أنست الناس ماتعرض له الفريق من مشاكل تحكيمية، والأغرب أن يكون السحروالشعوذة من أسباب الفوز والخسارة.. إذاً لاداعي للمواهب والأكاديميات وإحضارالمدربين المتميزين وإقامة المعسكرات وتسجيل أجانب متميزين وتطبيق الاحتراف، والمضحك أن يظهرسبب من أسباب الفوزالهلالي وهوضعف مستوى الفرق الأخرى وهذا غير صحيح، فالفرق تتطور وتحضر لاعبين أجانب وتبحث عن الانتصارات، وقد رأينا كيف أحرجت فرق المؤخرة فرق الصدارة، وهذا مؤشر للقوة والتوازن في المستوى الفني، وقد كان من الأجدر أن تعمل الأندية على أن تعرف السرالهلالي في التميز، وأن تبحث عن أسرع الطرق للوصول لمستواه وتجعل منه نموذجا يحتذى.. ليس في جلب اللاعبين والمدربين المتميزين بل في البيئة الجاذبة التي يتميزبها الهلال.. حتى صار كل لاعب يتمنى أن يكون في صفوفه.. فسيجد التعامل الراقي والأبوي سواء عند الظروف السلبية أوالإيجابية، فاللاعب حتى وهو يخطئ يتم التعامل معه بحكمة دون تصعيد، بينما في الأندية الأخرى قد يواجه اللاعب مشاكل كثيرة بسبب أخطاء بسيطة، وتفوق الفريق الهلالي يدل أن هناك عوامل كثيرة ومتداخلة في كرة القدم يكمل بعضها البعض حتى تتحقق الروح المعنوية.
وقفة
فوزالرائدعلى الاتحاد كان سببا رئيسيا في خسارة التعاون من الأنصار بالإضافة إلى الإعداد النفسي السييء الذي جعل اللاعبين يظهرون بشحن نفسي زائد.. مما سبب إرباكا للفريق وللاعبين، كما جاءت التغييرات السريعة والمربكة التي حدثت في صفوف الفريق والزج بالأجانب دون انسجام.. كلها عوامل مهمة لإعداد فريق كرة قدم.
قطار الرائد السريع إن استمر في توهجه سوف يحرج كل الفرق التي سيقابلها، وعلى الإدارة أن تجهزالفريق من الناحية النفسية لأن وجود الروح له عوامل كبيرة في انتفاضته وابتعاده عن منطقة الخطر.