|


د. محمد باجنيد
أشباح في مدارسنا
2009-03-27
لا تخافوا أيها الطلاب فالأشباح لا تأتي في الصباح!.. إنها فقط تظهر في المساء.. تستغل فترة مغادرتكم للمدرسة ظهراً لتقيم فعالياتها الاجتماعية والثقافية والرياضية!
هناك حيث لا أحد يقترب من تلك المباني الواسعة الغارقة في الظلام تجد الأشباح راحتها في الترويح، فيما ينطلق أبناؤنا في الشوارع وتحت الكباري يلعبون الكرة.. أو يتسكعون في الأسواق!
أخونا (محمد العيد) المعلم الذي يحضر الماجستير في التربية أثار من جديد ـ ضمن تعليقه على موضوع الأسبوع الماضي عن المكتبات العامة ـ فكرة استغلال مباني المدارس كأحد الحلول الفعالة والسريعة لتنشيط الفعاليات الخاصة بالاطلاع الحر من خلال المكتبة المدرسية، ولعله يذهب أبعد ليضيف مزاولة الأنشطة الرياضية والاجتماعية والترويحية في المدارس!.. المهم أن (أبا عيد) وبأسلوبه الساخر اقترح علي أن أعيد الضرب على هذا الوتر تحت عنوان (مدارسنا بيوت للأشباح مساءً).. وها أنا أستفيد من خيال (أبي عيد) لأطرح قضية حقيقية رغم هذه التوطئة (المسكونة) مختزلاً عنوان صاحبي إلى العنوان الذي ترونه محتفظاً له بالحقوق التي لا أستطيع أن أهضمها خوفاً من ملاحقته!
أعود للموضوع وأقول إن فكرة استغلال مباني المدارس لممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية تبدو حلاً نموذجياً للكثير من المشكلات الاجتماعية والصحية التي يعاني منها المجتمع، وأحسب أن استغلال ما تملكه المدارس من تجهيزات كالمكتبة وقاعات الدرس والملاعب ودورات المياه ستجعل منها المكان المناسب لقضاء أوقات جميلة ومفيدة للجميع.
فكرة استغلال المباني المدرسية في الأنشطة الرياضية تحديداً وجدتها في كثير من الدول التي تعي مفهوم الرياضة للجميع.. وتظل تقدم ما يكفل تحقيقه على أرض الواقع!
وعلى الرغم من توفر الملاعب في الحدائق والساحات العامة في هذه البلدان إلا أن المدارس هي الأخرى تظل مفتوحة في الفترات المسائية من أجل مزاولة الأنشطة الرياضية.. لقد شاهدت ذلك في بريطانيا وأسبانيا، وكذلك فرنسا.. المدارس تعمل صباحاً ومساء.. وليس للأشباح مكان فيها يا (أبا عيد).. الأنوار الكاشفة مضاءة والصغار والشباب بل وحتى الكبار يجدون لهم مكاناً لمزاولة الرياضة وللترويح عن أنفسهم!
ورغم كل ما تحمله هذه الفكرة من إيجابيات إلا أننا لم نسمع في بلادنا عن خطوات عملية لتفعيلها على أرض الواقع!
وفي خطوة استباقية أقول إذا كان الأمر يعود إلى صعوبة الإشراف عليها من قبل وزارة التربية والتعليم فلماذا لا يتم خصخصة الفكرة وتسليم المدارس مساءً إلى شركات تقوم بتحسين تجهيزاتها وفتحها برسوم رمزية تدعمها الوزارة ورعاية الشباب في إطار تعاون مشترك يحقق أهدافا رياضية واجتماعية وثقافية تعد أساسية في عمل الجهتين.. بل هي أيضاً في قائمة أهداف جهات أخرى تهتم بصحة الفرد وسعادته؟!