|


د. محمد باجنيد
صباح الاتحاد .. يا عبد الرحيم
2009-04-17
هل لتلك السنة (البسيطة) التي ولدنا فيها دور في تشكيل ذلك الارتياح العجيب الذي أجده عنده؟!.. أم أن لفصيلة دمه (الشربات) مفعولا ساحرا في تشكيل هذا الأنس الطافح؟!
(حار) صاحبي.. لكنه لذيذ كـ (الشطة) التي لا تفارق مائدته.. يستهلكها كالشاي المفضل لديه.. (تيلي) يا عبد الرحيم.. أذكرك كلما أعددته على طريقتك.. لو جاء مدير التسويق في الشركة المصنعة لهذا الشاي وتذوقه عندك لربما غيروا اسمه إلى (شاي عبد الرحيم) بعد أن يضعوا طريقتك على العبوة.
المزاج لم يعد كما كان يا صاحبي (الكييف).. الأيام الجميلة لا تعود.. لا يمكن أن نصنعها.. إنها تأتي كالمطر عندنا، وكالشمس هنا.. حديقة (فكتوريا) الكبيرة تتذكرك.. و(كليفن قروف) تتذكرك.. وملاعب كرة القدم تتذكرك.. و(دعوة الإسلام) ذلك المسجد الصغير يسأل عنك.. جلاسكو كلها لا يمكن أن تنساك.. وبيتك القابع أعلى التل يظل يقول إن عبد الرحيم كان هنا!
فاز الاتحاد يا دكتور بأول دوري للمحترفين.. شاهدت المباراة وحدي وقد كنت أشاهدها معك.. فاز الاتحاد ورحت أردد معك ومع كل محبي الإتي بلغة يفهمها أهل (جلاسكو): (ون.. ون.. ون.. الإتي نمبر ون)..! وبقي أن أقول لكل من يسمعني وأنا هنا تحت المطر من هو (الإتي) أو الاتحاد.. فاز الاتحاد بأول دوري للمحترفين ليقول للكل إنه (العميد) ولا بد أن يقر له بالعمادة من جديد.. أو ربما ليعرف الجيل الجديد لماذا لقبوه بها.
فوز الاتحاد أسعدني.. ذكرني بأحباب كثر في جدة.. وتحديداً في حارتي الحلوة (النزلة).
فاز الاتحاد بأغلى بطولة محلية ولكن (النمر) عينه على الآسيوية يسعى إليها وسط احتفالية ترتفع معها أصوات محبيه يزفونه لنيلها في تفاؤل كبير، مرددين: (نمرنا يمشي ولا يتعب يأكل القاصي مع الداني.. قال الإتي لا تحداني).. من يتحداك؟.. إنه زمن الاتحاد.. نعم.. من حق هذا النمر الاتحادي أن يختال بقوته وهو يملك كل مقومات الانطلاق إلى (العلالي) بعد أن سبق الكل على (الأرض) وتجاوز الهلال (في سمائه).