|


د. محمد باجنيد
هادي صوعان وأم الألعاب
2009-05-01
بعد صلاة الجمعة التقيته.. كان يصلى بجواري.. لم يكن من الصعب علي أن أعرف أنه (هادي صوعان).. وهل يجهل صاحب أفضل إنجاز رياضي سعودي على الإطلاق، وليغضب كل لاعبي وجماهير (المدورة) فإنجازاتنا فيها تظل محدودة لو قورنت بأن يكون في بلدك ثاني أسرع رجل في العالم.. بل هو الأسرع لو لم يمد الأمريكي أنجلو تيلور رأسه عند خط النهاية ليخطف ذهبية سباق 400 متر حواجز في أولمبياد سيدني 2000.
إنه حدث لا ينسى.. وها أنا أتذكر صاحبه في مقالة بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على ذلك اللقاء الذي جمعنا.
عرفته بنفسي فعرفني لأنه من قراء (الرياضية).. سألني عن الحياة في (جلاسكو)، وذكر لي أنه زارها.. ثم دعاني بإصرار لمواصلة الحديث في منزله الملاصق للمسجد، فذهبت معه وكان معي ابني إبراهيم.
أحضر العصير والقهوة والشاي وتوابعها.. وأخذنا نتحدث عن أم الألعاب.. عن معشوقته ألعاب القوى.. وعن ذلك الإنجاز الكبير الذي حققه للوطن.
لم أكن أتحدث مع نجم رياضي معروف فحسب.. وإنما أيضاً مع أستاذ تربية بدنية مؤهل بل وموجه تربوي.. لذا تجاوز حديثه الإخبار عما جرى خلال مشواره الحافل بالإنجازات فراح (هادي) يحدثني عن أهم متطلبات صناعة بطل في ألعاب القوى، وكيف أن هذا الأمر يحتاج إلى صبر ومواظبة على التدريبات وتنظيم لأوقات التدريب والغذاء والراحة، ورعاية صحية مستمرة. ثم تحدث (هادي) عن دور الإعلام في توجيه الشباب لمزاولة ألعاب القوى ولم ينتقد التركيز الكبير على كرة القدم معلقاً بأن العالم كله يحبها!
كانت زيارة جميلة لنجم فريد اطلعت خلالها على (البوم) زاخر بالصور.. تحكي مشاركاته المتعدة في كثير من المسابقات، وشاهدت مجموعة كبيرة من الميداليات التي حققها، وتوقفت عند تلك الفضية الغالية.. وقبل أن نودعه قدم إحدى ميدالياته الذهبية التي حققها محلياً الى (إبراهيم)، فأعدتها إليه شاكراً ولكنه أصر على أن نقبلها.. ربما أراد أن يصطاد بها إبراهيم ليقع في شباك أم الألعاب.. شكرته كثيراً على دعوته وهديته.. وفي الطريق سألني إبراهيم وهو يمسك فرحاً بالميدالية: من أسرع هادي صوعان أم روبرتو كارلوس؟.. قلت: هادي صوعان.. ولكن (كرات) روبرتو كارلوس لا أحد يسبقها.. وأكثر الناس عندنا للأسف يلاحقون الكرة.. يشاهدون مبارياتها، ويتابعون أخبار لاعبيها، ولا يبدون اهتماماً كبيراً بأولئك الذين يركضون ويقفزون بدونها.. وإعلامنا - يا إبراهيم - مع الغالبية، لا يبدي دوراً فاعلاً في القضية.. فها أنت يا بني لم تسمع عن هادي صوعان وهو المشهور عالمياً، بينما لو طلبت منك أن تعدد لي لاعبي كرة القدم المحليين لذكرت لي احتياطيي كل فريق قبل الأساسيين.