|


د. محمد باجنيد
حلال
2009-05-08
كلمة (حلال) التي عادة ما نراها مكتوبة على الأطعمة التي تردنا من الخارج، وخاصة اللحوم منها أو تلك التي تدخل اللحوم أو دهونها في إنتاجها.. هذه الكلمة ـ التي لطالما تحايل عليها المتحايلون وأوجس منها المتوجسون ـ قد جاء في علاقتها بالطعام قرآن فصل، وقد أوضح مسائلها أهل العلم.. فما لي أراكم تحذرون، وتسألون وتضيقون؟!.. والأمر بيّن.. (الحلال بيّن.. والحرام بيّن).. وها قد عرف القاصي والداني أنكم لا تأكلون إلا (الحلال).. فهل انتهى الحلال والحرام عند الطعام؟!
في كثير من المدن الغربية والشرق آسيوية يوقف صاحبنا العربي المسلم سيارة أجرة.. يسأل سائقها عن مطعم يقدم وجبات (حلال)‍!
يأخذه إلى شارع واسع يمتلئ بالمطاعم.. (اليافطات) المعلقة على مداخلها تناديك بالعربي: (هنا أكل حلال)!
تبتسم، وتذهب تملأ بطنك بما لذ وطاب.. وتعود تبحث عن أشياء أخرى!.. تستعرض القائمة.. لا شيء يبدو سائغاً لرجل يبحث عن (الحلال)!
ما الذي جاء بك إلى هنا؟!.. يسألك شيطانك.. فتجيب بأدب خوفاً من أن يهرب عنك.. يخرجك من هذا الفتون الذي جئت من أجله!
ألا يكفي أنه قد تركك تبحث عن الحلال من الطعام؟!.. ألا يكفي هذا الانتشار لكلمة تحمـل معنى (التقوى)؟!
ولأنك لا (تقوى).. تعتذر له.. تتركه يقودك في شوارع المدينة ينقلك في إذعان عجيب من حرام إلى حرام.. و(يافطات) المطاعم تظل تذكرك بالحلال ولا تستجيب إلا حين تجوع!.