|


د. محمد باجنيد
هل تعرف (مروة بكري)؟
2009-05-15
تعمدت أن أضع اسمها عنواناً لهذا المقال حتى تحفظوه.. إنه اسم من الظلم أن يضيع في زحمة الأسماء.. اسم حري أن يحتفى به إعلامياً أكثر من نجوم الرياضة والتمثيل والغناء! جاءت من جامعة جازان مبتعثة لدراسة الدكتوراة في الأحياء الدقيقة فاستقرت في جلاسكو مع زوجها الدكتور زكي منور استشاري فيروسات طبية بالشؤون الصحية بجازان، والذي يعمل في مركز الفيروسات التخصصي، ويحاضر في كلية الطب في جامعة جلاسكو. وبعد بداية صعبة في جامعة استراتيكلايد ومعاملة غير لائقة من المشرفة على المختبر وجدت مروة بكري دعماً قوياً من الملحقية الثقافية لتسهيل انتقالها إلى جامعة جلاسكو (كاليدونين). الطالبة السعودية القادمة من أرض (جازان) الخصبة وبحرها الغني بفسفور الذكاء كانت تحمل فكراً وثاباً وروحاً حية وطموحاً لا يعرف الاستسلام، وثقة في النفس تنتظر من يستثمرها.. كيف لا وهي التي شاركت بعشر أوراق بحثية منشورة في العديد من المؤتمرات، وسبق لها أن نشرت بحثاً في مجلة علمية حاصلة على أعلى تقييم في مجال الأحياء الدقيقة، كما أنها حاصلة على جائزة ثاني أفضل بحث على مستوى جامعة جلاسكو كاليدونين لعام 2008-2009، إضافة الى عضويتها في الجمعيات الأمريكية والبريطانية والاسكتلندية للأحياء الدقيقة.
في (كاليدونين) وجدت مروة تلك الأجواء الصحية التي تبحث عنها فراحت تقدم للجامعة إنجازاً علمياً غير مسبوق باكتشافها بكتيريا مميتة في أنواع من السلطات الجاهزة للأكل تباع في المحلات الكبيرة لبيع المواد الغذائية، لتعزز بهذا البحث العلمي مكانة (كاليدونين) بين الجامعات وهي الجامعة الفتية التي لم يمض على إنشائها رسمياً أكثر من ستة عشر عاماً، خاصة وأن البحث قد ترددت أصداؤه عالمياً بعد أن نشر في مجلة (سي دي سي) أكبر مجلة علمية بأمريكا تحت عنوان (البكتيريا في السلطة التي تباع في السوبر ماركت) حيث تناولته الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وكذلك ثلاث صحف اسكتلندية هي: (ديلي اكسبرس) و (اسكوتس مان) و (تايمز). أما محلياً فقد تلقت الباحثة مروة بكري خطاب شكر من وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة جازان، وتمت الموافقة على منحها مكافأة تفوق نظير هذا التميز، وتناولت البحث صحيفتان سعوديتان فقط هما المدينة وعكاظ، إضافة إلى صحيفة سبق الالكترونية، وكم كنت آمل أن تنقله وكالة الأنباء السعودية عبر جميع وسائل الإعلام المحلية، ويتم تسليط الضوء على طبيعته وأهميته والتعريف بصاحبته ضمن برامج إذاعية وتلفزيونية متخصصة خاصة في ظل هذا التوسع الكبير في الابتعاث الذي بدأت آثاره الايجابية تظهر عبر هذه الاكتشافات التي باتت تتزايد يوماً بعد يوم، وأرى أنها باتت تحتاج إلى آلية لمتابعتها ورصدها ودعم وتكريم أصحابها ليواصلوا عطاءهم من أجل رفعة بلادنا الحبيبة وتطورها.
حقاً إنه اكتشاف يرفع الرأس ولكن كل ما أخشاه أن تعود مروة بكري وكل المبدعات والمبدعين أمثالها إلى الوطن بشهادة الدكتوراة، وتسلم جدولاً دراسياً مرهقاً و يسند إليها عملاً إدارياً مضنياً.. وتهجر المختبر الذي قدمت للعالم من خلاله اكتشافاً علمياً رائعاً!
إنه ليشرفني أن أحتفي هذا الأسبوع بابنة البلد الباحثة المكتشفة مروة بكري.. أقدمها بكل فخر حتى لا يجهلها أحد هناك في بلدها بعد أن بات يعرفها الكل هنا!