|


د. محمد باجنيد
يا ليتني في بريدة
2009-05-22
جاء الصيف، وأضحى الشارع العام في جلاسكو (بلا أكمام).. ولا تسألوا عن التفاصيل، فما (ظهر) كان أعظم.. إنها (بلاوي) هذا العالم المفتوح على مصراعيه.. عري وسكر وفجور.. معاصٍ يُجاهر بها بلا حياء.. فيما بقيت بلادنا وبلدان أخرى قليلة تحتفظ بسر الخير الذي تنعم به.. الدين يا من تدعوننا إلى السير في دروب الخاسرين.. نتعقبهم إلى (جحور الضبان).
كلها أشهر قليلة وسأعود إلى الوطن الأغلى.. كم اشتقت إلى بره وبحره والى شمسه الساطعة العزيزة هنا.. كم اشتقت إلى وقاره وعفافه.
صديقي اللماح إبراهيم الزعاق ساءه حال القوم هنا فحكى لي أنه قبل ثلاثين عاماً تقريباً ذهب قصيمي (بريدي) إلى (أم الدنيا) وحين عاد إلى بريدة وقف ينظر إلى ما تقع عليه عيناه من مبانيها وشجرها وناسها.. ثم رفع يده اليمنى وأشار في حركة نصف دائرية قائلاً بصوت عال: "كلكم في الجنة يا أهل بريدة".
قلت لصاحبي (الحكيم) أبا عبد الحكيم: ربما تكفي هذه العبارة لوصف ما كانت عليه بريدة من احتشام وصلاة وصيام وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر.. كم هي مدهشة هذه المقولة يا صاحبي.. يا ليتني كنت في بريدة فلربما كانت أبواب السماء مفتوحة تلك الساعة.
وها أنا أقول داعياً الله راجياً فضله: "كلكم في الجنة يا أهل بلدي الطيبين".. حتى وإن غفلتم ورحتم تخطئون في الخفاء.. فأنتم (معافون) بإذن الله.. قالها المصفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام: "كل أمتي معافى إلا المجاهرون).. نعم ما زلتم على الخير ما دمتم (تتوبون) فخير الخطائين التوابون.
إلى (عابر سبيل)
إلى صاحبي الذي يجيد المواويل.. إلى (عابر سبيل).. ليس غريباً أن تتحيز للبقلاوة.. ليس غريبا هذا الذوق الرفيع (وانت الحلا كله).