|


د. محمد باجنيد
ابتعثوا هؤلاء
2009-06-12
منذ زمن طويل قياساً بعمر بلادنا الفتية و (أبناؤنا في الخارج) يتلقون تعليمهم العالي ليعودوا بعلم نافع ومهارات تدفع بالتنمية في إلى الأمام.
وها هو باب الابتعاث ينفتح على مصراعيه ليسمح لأعداد أكبر بالدراسة في الخارج.
ولن أعود اليوم لأسأل عما سيقدمه هذا التوسع الكبير في الابتعاث مفترضاً أن كل مبتعث ذاهب ليجلب معه ما يعينه على أداء دور وظيفي مخطط له!.. أفترض ذلك لأتجاوز تلك الحلقة التي ما زالت (مخلخلة) ولن أقول (مفقودة) حتى يكون لحديثي عمن أدعو لابتعاثهم قيمة حقيقية.
قبل عامين تقريباً سقط ابني إبراهيم مصاباً في رأسه بعد أن صدمته سيارة وهو يعبر الطريق، وقد حفظه الله من موت محقق بعد أن استطاع السائق أن يخفف من سرعة السيارة ليكون الاصطدام خفيفاً!
المهم في الأمر أن سيارة الإسعاف – كما روي لي – قد وصلت إلى مكان الحادث في أقل من خمس دقائق وتم نقله لأقرب مستشفى بعد أن تم تقديم الإسعافات الأولية من قبل رجال الإسعاف بكل دقة وعناية لتجنب حدوث أية مضاعفات. وحين ذهبت إلى تلك المستشفى للاطمئنان على إبراهيم مررت بساحة كبيرة كانت تقف فيها أكثر من عشر سيارات إسعاف!
هذا العدد الكبير من سيارات الإسعاف كان يقف متأهباً لتقديم خدمة سريعة تحسباً لأي حادث أو أكثر قد ترتفع فيها أعداد المصابين!
لا أعرف ماذا يجري عندنا في هذا الميدان غير أنني سمعت قصصاً تؤكد على أن الخدمات الإسعافية تعاني من مشاكل متعددة لا تقتصر على ضعف إمكانيات رجال الإسعاف بل تتجاوز ذلك إلى التأخر في وصول سيارات الإسعاف إلى مكان الحادث. وهنا نقول ابتعثوا القائمين على الإسعاف.. ابتعثوا المسعفين.. ابتعثوا الإداريين.. ابتعثوا حتى السائقين فهم أيضاً أولى بالابتعاث من كثير ممن يعودون بشهادات لم تقدم لنا شيئاً!
ولكم أن تقيسوا على هذا المثال لتحددوا مبتعثين جدد في مجالات ما زلنا نعاني من ضعف تأهيل العاملين فيها ولعل من أهمها الدفاع المدني والذي كما تعلمون لا يقتصر على الإطفاء الذي يحتاج منسوبوه الى تأهيل وتدريب عال، بل لا بد لنا من رفع كفاءة رجال الإنقاذ، من خلال تدريب خارجي وأيضاً داخلي يأخذ في الاعتبار طبيعة المساكن عندنا وكذلك المنشآت وطبيعة السطح والمناخ للتعامل مع ما يقع من حوادث وفق أسلوب علمي تطبيقي مدروس.