|


د. محمد باجنيد
هذا الدرس لا يعنيه
2009-07-17
كل طلبة الصف الرابع الابتدائي يفتحون كتاب التربية الوطنية ويقرؤون الدرس الأول (الأسرة المسلمة).. صورة معبرة لأفراد أسرة يتحلقون في جلسة عائلية تضم الأب والأم والأولاد.. بنين وبنات.. موضوع مهم يتكلم عنك يا (سعد).. يورد حقائق تعيشها.. تقرأ يا (سعد) وعلى (مهند) أن يقرأ الدرس أيضاً: (تتكون الأسرة من الأب والأم، ثم تكبر الأسرة بزيادة عدد الأولاد، وعندما يكبر الأولاد يتزوجون ، وبهذا تنشأ أسر جديدة) .. كلام مفهوم لا يستوقفك يا (سعد).. ولكنه يثير كثيراً من التساؤلات في فكر (مهند) ووجدانه.. يسأل عن أبيه عن أمه.. ويعود يتذكر ما قالوه له حين سألهم ذات مرة وهو في الخامسة عن سبب وجوده في تلك الدار وسط تلك المجموعة الكبيرة من أقرانه.. يبكي (مهند) يا (سعد) بحرارة وتسقط دموعه فوق صفحات كتاب التربية الوطنية‍!
تواصل القراءة.. ويمسح (مهند) دموعه ويواصل مثلك القراءة:
( إن بعض الأسر تضم عدداً من الأفراد، ففيها الجد والجدة، والأب والأم، والأولاد، وبعض الأسر تضم عدداً أقل من هذا ).
يتوقف (مهند) يا (سعد) عند هذا الكلام.. يسرح بفكره.. ويعود ينظر في كتابه ولا يعلق!
ماذا بقي في هذا الدرس؟!.. يتساءل ( مهند ) بملل وضيق.. يقرأ هذه العبارة: (كل منا ينتمي إلى أهل).. يبحث في نفسه عن معنى لها.. يعود يتذكر المكان المزدحم بأقرانه الذين يشبهونه.. ولا يشبهونه.. يعرف أنهم استثناء.. يدرك (مهند) أنه لا ينتمي إلى أهل.. ويدرك أن الأهل هم الأسرة.. ويقف الغلام عاجزاً أمام ذلك السؤال الذي تصلح الإجابة عليه لأن تكون موضوعاً في مادة الإنشاء (لماذا تحب أسرتك)؟.. يأخذ قلمه ويكتب: (ليس لي أب.. ليس لي أم.. ليس لي أسرة).. هذا الدرس لا يعنيني!
وطنٌ لي
أرضٌ وسماء
وجذوري إسلامي
لا من أضحى لي أصلاً ببغاء
زملني يا وطني
فأنا ابنك
فضلك يغمرني
وعلي وعدٌ بوفاء
*****
الى كل الرحماء: أبشروا بخير الجزاء.. (أنا وكافل اليتيم كهاتين).. وهل هناك من نعيم أكبر وأجمل وأبهى من أن تكون في معية سيد الخلق؟.. في تلك الدار التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.