|


د. محمد باجنيد
حسين.. وفهد حسنين
2009-07-24
هام صاحبي باللاعب الأجنبي الجديد ووقع في غرامه بعد أن قال إنه اختار اللعب لفريقه، وأضاف إنه يعشق الشعار.. وصاحبي هذا لا ينزل الشعار من على كتفيه.. يرافقه في صحوه ونومه.. يموت في لونه.. يتأمله للمرة المليون.. يصبغ به سيارته وجدران بيته.. ولم يسلم منه حتى وجهه!
كثيرون من يشبهون صاحبي.. بلغ بهم الهوس الكروي مبلغاً حتى بات فيهم من يصيبه الصرع مع كل هدف يسجله الفريق أو يسجل في مرماه!.. كان (فهد حسنين) يذهب إلى الملعب ومعه (بصل) يلاحق به الصرعى قبل أن يقضوا نحبهم ويصبحوا شهداء للكرة!
أحسب أنه لا يوجد من يحب الكرة مثلي، ولكنها لا تصلح عشقا يداوى صرعاه بالبصل!.. ترى من يتحمل الوزر مع أولئك (الساكنين) في المدرجات.. يهتفون ويشتمون ولا يعرفون في الكرة سوى (إذا لم تكن معي فأنت ضدي)!
أنا لا أكتب للمتعصبين.. أنا لا أكتب في الرياضة بذلك المفهوم الذي يجعل من انتقال (حسين عبد الغني) للنصر كارثة في محيط الانتماء للشعار والقبيلة.. أقصد (الفنيلة)!
بلا شعار بلا فـ (نيلة).. فكر في مصلحتك.. إنه زمن الاحتراف.. زمن الملايين، واللاعب عمره في الملاعب قصير.. وربما تنهيه الإصابة سريعاً.. فمن إذا (طاح) يأخذ بيده ويداويه؟!
ها هو حسين عبد الغني يقدم رداً عملياً لهذه الكتابات الصحفية التي (تخلق من الحبة قبة) وتتبارى في خلق أجيال من المتعصبين.. ها هو الفتى الذهبي الأهلاوي - الذي لا يمكن أن ينكر أحد أهلاويته وحبه الكبير لهذا النادي العريق - يقدم درساً مهماً في الوعي.. نعم.. انتقال حسين عبد الغني للنصر كان رسالة تنويرية لمحاربة التعصب.. وربما تساهم في تقليل حالات الصرع في المدرجات.. كم كنت معجباً بـ (حسين) حينما قال إنه لن يلعب إلا للأهلي محلياً.. وزاد إعجابي به حين قبل بعرض (النصر) وتعامل مع مستقبله الكروي بحكمة، وهو الذي نشأ في الأهلي صغيراً ولم يتركه إلا وهو في الثلاثين!
أكثر ما يثيرني في حسين عبد الغني إضافة إلى موهبته الكروية اللافتة تمتعه بدرجة عالية من الذكاء العاطفي!
حسين عبد الغني الذي احترق من أجل الأهلي لم يبعه.. لقد اشتراه النصر والنصر يحمل شعار الوطن فهنيئاً له بكابتن المنتخب.
كم يستهويني النصر ويطربني الاتحاد في الملعب وفي المدرجات، ولا أمل من مشاهدة (الهلال).. وأقضي أجمل الأوقات حين يلعب الشباب.. أما الأهلي فأحبه مثل (حسين عبد الغني) وهذا يكفي!