|


د. محمد باجنيد
كلاب آخر زمن
2009-07-31
كل ما أعرفه عن الكلاب أنها جميعاً إلا ما ندر تعيش مشردة في أكثر بلداننا العربية!.. وإنني لأتذكر كيف أنها تعرضت عندنا يوماً للإبادة من قبل البلدية! ربما كان إجراء صحياً.. لا أعلم!
حياة الكلاب هنا في هذا الشطر من العالم الغربي تبدو عجيبة غريبة.. لقد أعطيت اهتماماً كبيراً وراح أصحابها يخدمونها بدلاً من أن تخدمهم!.. فها هم يدخلونها البيت، ويطعمونها ويسقونها، ويتفانون في تنظيفها، وترتيبها، وإخراجها للتنزه واللعب!.. يفعلون لها ما لا يفعلونه لأبنائهم!.. أنظر كيف تظل مقيمة عندهم ما حيوا، ويخرج أبناؤهم حالما يبلغون الثامنة عشرة!
أتراها سعيدة بهذا؟!
لن أتعجب لو أنها (نبحت) وقالت: لا!.. فالحياة التي تعيشها تناقض الفطرة التي جبلت عليها.. لم أعد أراها تمارس مهمتها في الصيد أو حراسة الأغنام من الذئاب والهوام!
هذا قدرها لأن أصحابها (الحنينين) جداً يسيرون دوماً في الاتجاه المعاكس للفطرة!
صورتها التي أراها اليوم في الشارع تؤهلها لدخول صالات عروض الأزياء!.. شعر جميل ناعم كالفرو.. وذيل يلوح في تبختر يمنة ويسرة!
صور الكلاب اليوم لا تخلو منها وسائل الإعلام، وللمشاهير منها متابعة خاصة!.. ما زلت أتذكر خبر وفاة (كلبة) الملكة (اليوزبيث).. لقد تناقلته وسائل الإعلام الغربية والشرقية، وراحوا يبحثون في أسباب الوفاة!.. ثم ألم تسمعوا عن كلبة الرئيس الأمريكي السابق (بوش) صاحب القلب الرحيم بالحيوان.. ألم يأتكم خبر (بارني) التي سقطت من بين يديه على رأسها وغابت عن الوعي فبكى لأجلها الرئيس بأسى ظاناً أنها قد فارقت الحياة، قبل أن تعود إليه روحه حين أفاقت وبدأت تقفز أمامه في الطائرة، ليأخذها ويضمها ويقبلها في فمها؟!
ليس (جورج) وحده - يا سادة - من يدلل الكلاب.. كثيرون من يشاركونه (الهيام).. نراهم في كل مكان هنا في (جلاسكو).
أنا لا يضيرني هذا الدلال الذي تحظى به الكلاب، ولكن يزعجني اقترابها مني.. لا أشعر تجاهها بأمان ولا وفاء.. (ولا يحزنون)!.. ولكم عانينا من تبعات هذا الدلال الذي وصل إلى حد أن يترك لها حرية التجول في الحديقة والهجوم علينا وعلى الطعام الذي أحضرناه غير مكترثة بتحذيرات أصحابها الذين فشلوا في تربية أبنائهم قبل أن يعجزوا في تربيتها.