|


د. محمد باجنيد
دكتور (كورة)
2011-11-04
مرة أخرى يطل أبو كرم (الدكتور عقلة الرشيد) ليعلق على مقال رياضي كتبته بالأقدام قبل أن يستقر في الرأس.. يستخرج الحكمة من (جنون) كروي ما زلت أمارسه بكل (وعي).
ففي رسالة أعتذر له عن قص جزء منها يقول صديقي (الرشيد): “إن انحيازك للاتحاد هو انحياز للوطن والمواطنة، تبحث من خلاله عن العودة إلى الزمن الجميل والمكانة الطبيعية للمنتخبات والأندية السعودية والتي يفترض أنها وجدت لكي تكون في المقدمة، وليس أدل على ذلك من إنكارك للأنا الناديوية في تشكلية المنتخب ومن أنك لا تمانع في أن يكون جميع أو جل لاعبي المنتخب من ناد واحد.. هلاليون أو اتحاديون أو شبابيون أو نصراويون وليس كتلك الفئة التي تتناسب مواطنتهم في الوقوف وراء المنتخب وتشجيعه له طردياً مع نسبة مشاركة لاعبي أنديتهم فاختزلوا الوطن باسم لاعب أو ناد، ولكنك تؤكد أن المهم والأهم هو راية الوطن واسمه، وهذا ما عهدناه عنك وبك.. هذا هو المأمول من كل من يقول (أنا سعودي) أو يحب السعودية”.
انتهى كلام أبي كرم ليأخذني بعيداً عن الكرة.. إلى الميدان الأكبر حيث خارطة لوطن شكل (القلب) ولا يمكن الحياة بدونه.. ولن أرضى أن يكون (سقيماً).
وها أنا أقول شاكراً لأبي كرم ثناءه معلقاً على ما ورد في رسالته: دعك منهم يا صديقي (الرشيد).. ففي الإعلام المحسوب تتكرر الوجوه وتختزل الإثارة في صراعات لآراء لم تعد تسمع حتى في المدرجات بعد أن تعلم أبسط الناس متطلبات النجاح في كرة القدم!.. ولكن ماذا يمكن أن نقول والشللية هي المعيار التي توزع على أساسه (الكراسي).. أما وأنت أيها الدكتور (الرشيد) تمتهن التعليم فإنك بلا شك ستأسى على الإعلام الرياضي المرئي.. ففي اللغة ـ يا صديقي ـ إشكالية حقيقية.. نعم.. أصبح عليك أن تقبل بـ (لحن) القول.. فلا فرق بين المرفوع والمنصوب.. وكلاهما قابل للكسر.. وعلى هذه الأجيال الطلابية المغرمة بكرة القدم أن تتعلم قواعد اللغة على أيدي مقدمي البرامج الرياضية والمحللين والمعلقين.
لقد كان بالإمكان أن نسجل أهدافاً تعليمية في اللغة والأدب والجد والإجتهاد بكرة يتزايد محبوها! لم أبتعد عن الكرة كانت معي في (جلاسكو) في رحلتي الدراسية أشاهدها وألعبها حتى ظنت (سونارتي) عاملتنا الإندونيسية بأنني أحضر الدكتوراة في (الكورة).. دكتوراة في التعليم والتعلم ودكتوراة أخرى في الكرة.. إنها مسؤولية كبيرة.. أما والأمر كذلك فهل يقبل أيها الدكتور (الرشيد) أن آتيكم بكلام (ممجوج) ما زال أكثرهم يردده ويغنيه على أرجوحة النصر والخسارة.
أما وطنيتي ـ يا أبا كرم ـ تلك الأغنية التي تطربني وتطربك فأنت تعلم أنني لا أتكسب بها.. إنها ـ يا صاح ـ أغنية جميلة لا أمل ترديدها.
يا زارعة الورد بعيني
يا قارورة عطر أخضر
تمزج ماء البحر فيسكر
وتغازله الشمس
فيهيم سحابا
ويكون المطر جوابا
يهطل مثل السكر