|


د. محمد باجنيد
لماذا يتجرأ هؤلاء؟
2011-12-09
أخذت سيارتي كالعادة للمغسلة.. وخلال مرحلة الغسيل رحت أبحث عن فكرة تملأ هذه المساحة اليومية.. لم يكن في الأفق غير ماء وصابون يغطي جسم سيارتي وشعور بالنظافة ينعكس على روحي فتصفو.
أعدت القلم إلى جيبي ورحت أتأمل الناس حولي. وصلت السيارة إلى مرحلة التجفيف الخارجي والتنظيف الداخلي.. خرجت منها ووقفت مع الناس أنظر إلى العمال وهم يؤدون عملهم بإتقان.. ثم فجأة اندفع شاب ربما في الخامسة والعشرين وأمسك بأحد العمال من ياقة قميصه وأخذ يصفعه بقوة على وجهه.. ويكرر ذلك بشكل متواصل.. ولم يطلقه - رغم محاولات الجميع لإنقاذه - إلا بعد أن تحول وجه العامل إلى اللون الأحمر الغامق من شدة الضربات.
تقدمت إلى ذلك الشاب بعد أن أنهى (جولته) المليئة بالطيش والقسوة، وقلت له بحزم: ما الذي دعاك إلى كل هذا؟
قال: لقد سرق الجوال.. رأيته في يده.. نقله من مكانه وهو ينظف داخل السيارة وأخفاه في مكان آخر.
قلت: أين وضعه؟
قال: وضعه في جيب الباب، حتى يسهل عليه أخذه في النهاية.
قلت وأنا أحاول أن أكون هادئاً رغم غضبي: ليس من حقك أن تضربه.. بإمكانك أن تطلب الشرطة لتسترد حقك وتعاقبه إن أجرم.. وأضفت: إنك الآن مدان.. لم يكترث بكلامي، ركب سيارته وانطلق وتركنا في (ورطة).. نبحث عن علاج لحالة تعد صارخ، تكشف عن ظلم بيّن و(عنصرية) بغيضة، سيتحمل المجتمع تبعاتها مساساً بأمنه وسمعته.
العامل المضروب - يا كرام - كان يبدو بريئاً.. وإن لم يكن فتحميه لوحة مكتوب عليها: (المغسلة غير مسؤولة عن فقد ما يترك في السيارة من أشياء ثمينة)
ترى.. لماذا يتجرأ هؤلاء؟
إنه سؤالي لكم.. قولوا ما شئتم.