|


د. محمد باجنيد
ما أجمل الحياة بالصلاة
2012-02-10
لقدتغيرت.. أصبحت (متساهلاً) في أمور كنت أعدها (كبيرة) دونها (خطوط الفضيلة)!.. ولكن (القرين) يظل يؤكد لي بأنني إنسان (متسامح) أنبذ (التشدد).. ولأنني أعرف نفسي أكثر منه لم أصدقه، رغم أنني كنت أسير معه (في الهوى سوى).
(يا ويلك من الله).. إنه صوت الفطرة يدعوني لأثوب قبل أن تغيب شمسي فأتجمد حتى (تطلع الشمس من مغربها).
ماذا تعرف عن الموت؟.. أسأل نفسي واكتشف في كل مرة أنني أجهل الكثير، والدليل أنني ما زلت (متساهلاً) في جنب الله (مقصراً) في حقه.
لقد فقدت عقلي (يا محمد).. رهنته لأشتري السعادة فوق كوكب صغير هو ذرة في جانت مجرة في عداد ملايين المجرات.. البائع لا يملك سوى (الغواية) مُنحت له بعد أن فقد (الأمل) في السعادة الحقيقية في جنة عرضها السماوات والأرض.. باعها بـ(بمعصية) الرحمن.. قال له ربه: أسجد تكريماً لهذا (الإنسان) فلم يطع.. قال: (أأسجد لمن خلقت طيناً)؟.. خرج (إبليس) عن أمر ربه فطُرد من الجنة، ووُعد بالنار فأعلن الحرب على بني البشر تحقيقاً لسنة الابتلاء التي أرادها الله.. إنه اختبار العبادة، (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).. إنه اختبار الانقياد والطاعة.. من أجل العبادة خلقني الله، فلماذا يدعوني هؤلاء للعصيان والتسامح مع الشيطان؟.
هل تريد أن تعرف مقدار إيمانك (يا محمد).. قسه بميزان (الصلاة).. عمود الدين والعهد الذي بين المؤمن والكافر وأول ما يحاسب عليه العبد، وسبب قبول العمل أو رده.. ترى هل تحافظ على صلاة الجماعة في المسجد؟.. تذهب إليها مبكراً فتدرك تكبيرة الإحرام مع الإمام؟، افعل (يا محمد) واسعد بما أخبر به رسول الهدى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام: “من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان: براءة من النار وبراءة من النفاق”.. وكلما بكرت أكثر يا محمد فزت بالصلاة في الصف الأول.. وما أدراك ما الصف الأول.. يقول المصطفى - صلوات الله وسلامه عليه-: “لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا”.. ومعنى يستهموا أي يقترعوا..
ثم إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم، كما أخبر رسول الهدى عليه أفضل الصلاة والسلام، وكان عليه الصلاة والسلام يستغفر للصف المقدم ثلاثاً وللثاني مرة.. إنها الصلاة تغمرك بالعطايا، فلماذا لا تزيد من عمر صلاتك بالتبكير إليها.. يقول نبي الهدى والرحمة عليه الصلاة والسلام: “لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة”.. فإذا كنت -يا صاحبي- على هذه الحال ظلت الملائكة تصلي عليك وتدعو لك بالمغفرة والرحمة.. فإذا ما ارتفعت همتك وكثرت خطاك إلى المساجد وزاد إقبالك على الله ورحت تنتظر الصلاة بعد الصلاة، كان ذلك سبباً في محو خطاياك ورفع درجاتك.. كيف لا وأنت كالمرابط في سبيل الله.. وخلال هذا الوقت الوفير ستتاح لك الفرصة بالإقبال على الله بالنوافل التي تزيد من محبة الله لك، يقول الله عز وجل في الحديث القدسي: (وَمَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْه، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيّ بالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِه، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِه، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ).
إنها الصلاة.. أنس الحياة الصافي والفرح الطاغي يهنأ بهما المؤمنون.. بدايتها مجاهدة وعاقبتها عز ونعيم مقيم.. (ما أجمل الحياة بالصلاة) في المسجد قرأت هذه (العبارة) فأتيتكم بها (بشارة).. دمتم في طاعة الله.