|


سعود المغيري
سلطان .. مملكة في إنسان
2011-10-28
ورحل سلطان.. يا له من فراق عظيم على كل إنسان عرفه من قريب أو من بعيد فهو مميز في كل شيء رحمه الله، مميز في قامته الشخصية والمعنوية في جزالته في كرمه في ابتسامته في مسؤولياته.
نعم إنه سلطان الخير سلطان الود سلطان المحبة سلطان الجاه سلطان المعنى الحقيقي في كيفية أن يعيش إنسان في هذه الدنيا لأنه جمع كل الصفات الحميدة وقدمها لنا على طبق من ذهب درسا لمن أراد أن يتعلم منه.
الأمير سلطان يعد من الأشخاص الذين نجحوا في إدارة حياتهم وفق المنهج الصحيح بناء على المكانة التي هو فيها كيف لا وهو من لم تزده مكانته إلا تواضعا ولا ثروته إلا سخاء ولا جاهه إلا خدمة لدينه ثم مليكه ووطنه وشعبه.
الأمير سلطان.. مملكة في إنسان وفضائل تمشي على الأرض ودلائل للعيان لحب الله في خلقه..
الأمير سلطان.. مدرسة في الأخلاق والنجاح والصبر والهمة.
الأمير سلطان..أعطى الناس وغمرهم بحبه وفرج كرباتهم وعالج مريضهم وأصلح بينهم ورسم البسمة على شفاههم وكفل اليتامى والأرامل ونذر حياته في خدمتهم حتى أصبح دليلا ماثلا أمامنا لخير الناس لقوله صلى الله عليه وسلم (خيركم أنفعكم للناس).
الأمير سلطان.. فوق كل الألقاب بأخلاقه وأعماله وابتسامته وعطائه وحنانه وتسامحه.
الأمير سلطان رجل جمع الضد بالضد بتوازن عميق فهو رجل المسؤولية والإنسانية والمهابة والعطف والحزم واللين.
الأمير سلطان.. شال هم الوطن على كتفه فأصبح الوطن معه نور الدنيا وترجل عنها والدموع تنساب من الكبير والصغير.
الأمير سلطان.. عنوان الكرم في زمانه ورمز العطاء بلا حدود..
العذر سيدي سلطان حروفي أصبحت خجلة شحيحة مبعثرة عندما أكتب عنك لأني على يقين أنك مهما كتبت عنك لن أوفيك حقك نظير ما قدمت من خير وخدمة ولا أستطيع أن أقول إلا أن يجازيك المولى عز وجل بالجنة التي عرضها السموات والأرض...
أعرف أنك أعطيت وأنت لا تريد جزاء ولا شكورا وخدمت شعبك من قلبك وهذا لا يفعله إلا العظماء، وأعي تماما أن من يعمل مثل أعمالك لا يرجي إلا وجه الله سائلا المولى عز وجل أن يرزقك الفردوس الأعلى.
إنه سلطان الذي عرف أن المال هو مال الله فلم يبخل به وسخره للإنفاق في وجه الخير واحتساب الأجر عند الله في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون وهاهو إن شاء الله يجده أمامه في قبرة الذي اسأل الحنان المنان أن يكون روضة من رياض الجنة.

تجربتي مع سلطان
كان لي الفخر أنني عملت في مكتب الأمير سلطان بن عبد العزيز الإعلامي في وقت سابق وفي أول يوم وإذا بأحد المسؤولين في المكتب يشدد على أهمية عدم نسيان الأخبار التي تنقل حاجاتهم و همومهم و التي تنشر في الصحف وسألت أحد الزملاء لماذا هذا الاهتمام والبداية بتلك الموضوعات خاصة أن هناك أخبارا أهم سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو محلية أو مقالات أو تحقيقات فأجابني بأن الأمير سلطان هو من أوصى بالاهتمام بأخبار المحتاجين والفقراء والحالات التي تستدعي تدخلا عاجلا وعرضها عليه بشكل عاجل للبت فيها وكم من الحالات الإنسانية التي تم رفعها إليه وجاء الفرج لا صحابها بعد تيسير الله سبحانه وتعالى يد سلطان الخير لذلك لم أستغرب هذا الحب الفياض وتلك المشاعر التي عبر عنها أصحابها بعد موته رحمه الله لأنه فرج همومهم وكرباتهم وإن شاء الله يفرج الله كرباته يوم القيامة.