|


سعيد غبريس
حليم لا يغضب كريم لا ينضب
2011-01-21
جاهرت وما زلت، بأني لبناني الانتماء وسعودي الهوى، كيف لا وقد أجريت أول لقاء صحافي مع أمير الشباب الراحل فيصل بن فهد – رحمه الله – في الرياض عام 1976، وكيف لا والأحياء من المقربين من المغفور له بإذن الله ما زالوا يذكرونني بمواقفه تجاهي، وكيف لا ومواقف الأمير سلطان بن فهد، أطال الله بعمره، حلقة استمرت من السلف إلى الخلف. أكثر من 35 عاماً ارتبطت خلالها بالرياضة السعودية وعايشت على الطبيعة أهم أحداثها وتفاعلت معها وعاصرت شخصياتها من مختلف الاختصاصات واكتسبت سمعة وشهرة من جمهورها، وأصبحت معنياً بشؤونها وشجونها وكنت أول من طرح قضاياها فضائياً عبر الفضائية اللبنانية LBC وعلى مدى حوالي 10 سنوات من "قضية الأسبوع" مروراً بـ"يللا قول" إلى "الشوط الثالث". ومن الطبيعي، والحالة هذه، أن أتأثر بأي حدث هام يطرأ على الرياضة السعودية وأن أجيز لنفسي الخوض في تفاصيلها، لذا أجد نفسي ملزماً بقول ما يجول في خاطري ووجداني منذ سماع خبر إعفاء سمو الأمير سلطان بن فهد من مهامه الرياضية بناء على طلبه، وذلك في خلال وجوده في الدوحة مترئساً البعثة السعودية إلى بطولة أمم آسيا. خلال 18 عاماً، ومن موقعه كنائب للرئيس العام لرعاية الشباب، ومن ثم الرئيس العام عرفت الأمير سلطان رجلاً ميدانياً يتابع مهامه، وإنسانً طيباً ومحباً صادقاً ومتسامحاً ومتواضعاً، لا يفوت واجباً اجتماعياً ولا يتأخر عن مساعدة محتاج وكريماً لا ينضب. أطلق عليه الإعلام السعودي صفة "وجه السعد" نسبة للإنجازات التي تحققت بقيادته، وكان يغضب حين يلجأ البعض إلى نسف كل المنجزات بسبب إخفاق في بطولة أو حتى مباراة، فكانت له مداخلات على الهواء تندرج تحت مقولة: احذر الحليم إذا غضب. هذه العبارة تليت على مسمعي من صديق نقل إليّ غضب الأمير سلطان بسبب أحد مقالاتي في "الرياضية" ولكني استبعدت أن يكون الأمر كما صور لي، لأن الصديق ذاته كان نقل إليّ غضب الأمير بسبب حلقة في الفضائية اللبنانية ولم يظهر من هذا "الغضب" أية ملامح حيث التقيت الأمير سلطان في الكويت خلال كأس الخليج 2001 فكان الاستقبال هو هو، بل كان هناك تكريم حين فضلني سموه على قناة فضائية أخرى وخصني بلقاء على الهواء مباشرة في أعقاب الفوز بكأس الخليج. وها أنا في هذه العجالة، لا أجد في ابتعاد الأمير سلطان بن فهد عن الرياضة السعودية والعربية سوى خسارة كبرى، ولا أجد في تسليم الأمير نواف بن فيصل مهام الرئاسة العامة لرعاية الشباب سوى ربح وفير.