|


سعيد غبريس
الضارة النافعة
2008-12-26
سواء اقتنع ناصر الجوهر ولو متأخرا جدا، أو رضخ للضغوط الإعلامية فإن دعوته محمد نور للانضمام إلى المنتخب المشارك في كأس الخليج بعمان، كان القرار الذي لابد منه إذ لا يعقل الاستمرار في تجاهل لاعب يصفه الرأي العام بأغلبيته أفضل لاعب في الوقت الحاضر ليس في السعودية وحسب بل في المنطقة العربية كلها.
ولم يكن من المنطق أبداً ألا يكون لاعب بمستوى محمد نور ضمن أفضل 28 لاعبا في المملكة أما الآراء التي تقول إنه يفيد الاتحاد ولا يفيد المنتخب فهي بعيدة عن الواقع وعن الوقائع أيضا.
وأما الآراء التي تقول إن محمد نور لا ينسجم أسلوب لعبه مع خطط المدربين وبتعبير آخر أنه "مخرب" في المجال التكتيكي فهي آراء لا يأخذها مديرو الفرق الفنيون بعين الجدية، فها هو البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي تحول من متمرد على الأنظمة الكروية إلى الانخراط في اللعب الجماعي واضعا موهبته في خدمة التشكيلة مع مانشستر يونايتد الذي يركز على اللعب الجماعي.
وماذا يضير المنتخب إذا فرض محمد نور شخصيته على اللاعبين كما هو دوره في الاتحاد وقاده في النهاية إلى الصدارة.. وهل هناك ما يثبت الكلام عن دور هذا اللاعب في ناديه، وهل يعقل أن يفرض لاعب مهما علا شأنه أسلوبه على مدربين كبار تعاقبوا على نادي الاتحاد والمنتخب السعودي؟
صحيح أن هناك من يقتنع بنظرية "محمد نور بخير... الاتحاد بخير" وربما ازدادت قناعة أصحاب هذه المعادلة في كثير من المباريات غاب عنها نور وكان غيابه سلبيا على النتيجة وآخر مثل على ذلك تعادل الاتحاد مع الحزم في آخر رمق بغياب "القائد الكبير"
ولكن الصحيح أيضا أن الاتحاد حقق الفوز والفوز الباهر أحيانا بغياب "قائده الكبير"
وطبقا للقول "رب ضارة نافعة" فإن العملية الجراحية التي أبعدت نور عن المنتخب قبل أن يتمكن من رد التحية لمبادرة الجوهر بضمه على أرض الملعب وكذلك الرد على من أرادوا أن يكرسوا وهم "نور الضار في المنتخب" وأن يحولوها إلى قناعة لدى أصحاب الشأن.. إن هذه العملية قد تكون لمصلحة نور. لأن عودته بعد هذا الغياب الطويل وما رافق ذلك من مطالبة به وكأنه المنقذ ستشكل عليه ضغوطا زائدة وربما أثرت سلبا على أدائه.
وهذه العملية ربما أتت هدية من السماء لناصر الجوهر إن كان في قرارة نفسه غير مقتنع بجدوي محمد نور في تشكيلته فأتت "والله جابها" وقد تحرر المدرب الوطني من أي ضغط وربما من تحميله المسؤولية في حال لم يوفق ناصر الجوهر خليجيا للمرة الأولى..
وفي حال وفق الجوهر في عمان بدون "جميلة" محمد نور فإنه سيبرهن أن منتخبه بني فعلا على أسس صلبة ولا يتأثر بغياب أي نجم ولو كان بحجم محمد نور.