|


سعيد غبريس
الهلال في كل مكان
2008-08-29
الهلال في كل مكان.. عبارة قلتها بصوت عال معلقا على زحمة جماهير هلالية تحوط بالأمير بندر بن محمد نائب رئيس هيئة أعضاء الشرف، البعض يناقش والبعض الآخر يطلب التقاط الصور وآخرون يصطحبون أبناءهم للسلام على الأمير الهلالي الذي يحرص على ارتداء اللون الأزرق، أو الكحلي إذا أراد التغيير، والذي يتخذ مكانا ثابتا في أحد المطاعم السياحية وسط العاصمة بيروت.
مشهد يتكرر ليلة بعد ليلة أراقبه أنا ومحمد النويصر والدكتور حافظ المدلج اللذين حرصت على أن أكون رفيقهما الدائم، في الزاوية الإستراتيجية في المكان ذاته إلى جوار الأمير بندر.
عبارتي (الهلال في كل مكان) دعت الأمير بندر إلى "استفزاز" محمد النويصر الرئيس الأسبق لنادي الشباب غامزا من قناة الجماهير، مطلقا بعض الدعابات عن قلة جماهير الشباب مقارنة بجماهير الهلال، وهذا أمر يروق بالطبع للدكتور حافظ المدلج الهلالي ، وإن كان لا يجاهر ولا يجادل مراعاة للمناصب سواء في اتحاد الكرة السعودي أم في الاتحاد الآسيوي.
مشهد بات مألوفا طوال الأمسيات البيروتية، الأمير بندر ما يلبث أن يجلس على كرسيه بعد انفضاض نفر من المؤازرين الذين كان بعضهم يرتدي القمصان الزرقاء، حتى يقوم من جديد لاستقبال فوج جديد.
المرة الأولى التي انتقلت فيها من طاولة المدلج ـ النويصر إلى طاولة الأمير الهلالي الأكثر شهرة حدثته عما أصادف من جماهير سعودية في لبنان وفي أي مكان في الساحل أم في الجبل، ولم أجامله حين قلت له: كأني في الرياض منذ أن تطأ قدماي أرض المطار وإلى أي مكان تواجدت فيه.. السؤال عن الهلال.
حتى وقبل أن أصل إلى طاولة الثنائي (الصديقين المدلج والنويصر) في تلك الليلة استوقفني بعض السعوديين (ليسوا من الشباب المتحمسين) وهتفوا: يعيش الهلال، وكأنهم يقدمون التحية لي، هذا إذا كانوا يعتقدون أنني هلالي الهوى، أو أنهم يطلقون التحدي إن ظنوا العكس.
قلت للأمير (عراب الأزرق) جمهوركم السعودي صعب، قاطعني وبخاصة جمهور الهلال إنه صعب.. صعب.. صعب.
تحدثت مع الأمير بندر بن محمد في مواضيع عدة، ولكنه كان يقطع على فضولي الصحافي أي ضوء أخضر لإخراج ذلك، هذا الكلام بيني وبينك وليس للنشر وكنت أجيب المجالس بالأمانات.
أودع "أبو محمد" أمانات عدة عندي حول آراء صريحة في مواضيع عدة ووضعني في موقف ذلك الأعرابي الذي دعي إلى مأدبة الوالي وكان الحضور من الحاشية يحذرونه بألا يبدأ بتناول الطعام قبل جلوس الوالي في وقت كانت الأطباق الشهية تتزاحم على المائدة، وحين نفد صبر الأعرابي شمر عن ساعديه قائلا بعدما شرع في التهام الطعام: أوصيكم بأولادي..
قلت للأمير بندر لن أتناول كلامك في كتاباتي ولكني سأجعلها مادة دسمة على المائدة التي سنتواجه فيها على الهواء في إحدى حلقات الشوط الثالث على شاشة (LBC).. أعتقد أن هذا تقديم جيد لحلقة مشوقة.