|


صالح الصالح
وتستمر الحياة
2013-04-07

قبل أكثر من عقدين تقريباً لم يجد النجم الكبير يوسف الثنيان إجابة على سؤال أحد الزملاء المراسلين التلفزيونيين بعد مواجهة للمنتخب سوى عبارة: “كيف الحال”. هذه العبارة لا يزال البعض يستخدمها للهروب من سؤال محرج أو للتندر على واقع خاطئ أو لاستخدامات لا تتجاوز هذا السياق، وربما أن قضية الأمس أعادتها إلى الواجهة مجدداً، والمفارقة العجيبة أنها مع الثنيان أيضاً ولكنه فهد حارس التعاون. بالأمس أعلنت لجنة الاستئناف في الاتحاد السعودي لكرة القدم بطلان عقوبة لجنة الانضباط تجاه الثنيان والمحددة بستة أشهر، ورفعها عنه مباشرة. قرار لجنة الاستئناف كان شفافاً وواضحاً بل وقاسياً تجاه لجنة الانضباط التي وصف إجراءاتها القانونية بالمعيبة خلاف التفصيل الدقيق للحادثة الذي أدان حكم المباراة ولجنة الانضباط، وأنصف الثنيان الذي نال نصف حقه فقط فيما النصف الآخر بات معلقاً تجاه من ظلموه وحرموا فريقه من الاستعانة به، فضلاً عن الأذى النفسي على اللاعب وأسرته وأنصار ناديه، لذا خيار التعويض بات مطروحاً الآن بل ومن حق الثنيان وناديه المطالبة به. هذه الحادثة ليست هي الأولى التي يكسبها نادي التعاون تجاه لجنتي الحكام والانضباط في إشارة واضحة إلى أن الثالثة ثابتة، وربما أنهم لم يعد يحتاجون إلى ثالثة بعد سقوط أوراق التوت تماماً. كنت في مناسبة سابقة أشدد على أهمية أن يهب الجميع في الوسط الرياضي في القضايا التي فيها ظلم على أحد الأطراف بل والمطالبة بإنصافه، وعدم إيقاع الظلم عليه، بعيداً عن ألوان أو إنتماء هذا المظلوم، وذلك من أجل أن يفكر من يستخذ العقوبة ألف مرة قبل اتخاذ قراره أن الظلم مرفوض تماماً من الجميع، وكذلك من أجل أن لا تنال أطراف أخرى نصيبها من الظلم في ظل أن الجميع سكتوا عن ظلم أحدهم حتى وصل إلى آخر. أثق تماماً بسعي الأستاذ أحمد عيد إلى إصلاح واقع اللجان في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وأدرك تماماً تغلغل البعض في اللجان، بل وتصوير عملهم على أنه جزء من “شخصنة” الأمور بدليل حادثتي التعاون اللتين انتصر فيهما من بعد ما ظُلم. الاتحاد الكروي مقبل على مرحلة تصحيح لكن المهم أن تكون عاجلة، والبدلاء لديهم من الخبرة والمسؤولية، ومخافة الله ما يشهد به القاصي قبل الداني، بدلاً من تركها لمحسوبيات لم تعد تغني ولا تسمن من عمل محترف بشكل حقيقي. ولعل حادثة الاحتجاج النصراوي على فريق نجران التي مضى عليها أسبوع حتى الآن تكشف وجهاً آخر من أوجه الترهل في عمل هذه اللجان، ويشي بضعف وتردد وربما تأثر من تبعات إعلان القرار. إذ أن الحالة لا تستوجب كل هذا الانتظار في ظل توفر كل التقارير، ووضوح موقف كل طرف، وبالتالي إعلان القرار إما تثبيت النتيجة بالتعادل، ورفض الاحتجاج النصراوي، أو قبوله وإعلان النصر فائزاً بثلاثة أهداف، والحل الثالث وهو المخرج لجملة قضايا سابقة هو قبول الاحتجاج شكلاً ورفضه موضوعاً, وهو ما أتوقع أن يحدث على الرغم من قوة موقف النصر، وبذلك تستمر الحياة..