|


صالح الصالح
(شين وقوي عين)
2013-04-02

أعتقد أن المثل أعلاه يستحق أن يكون مناسباً لوصف قائمة طويلة من اللاعبين في الوسط الرياضي المحلي الذين يوغلون في التواضع الفني، وضعف الموهبة ـ أو بالأصح افتقادها ـ إضافة إلى جملة من المشاكل الفنية التي لا تتيح إمكانية وصفه بـ"لاعب محترف". والأدهى والأمر الإصرار على رفع سقف المطالبات المالية للتوقيع أو تجديد العقود حتى وصلت إلى أرقام فلكية لا تنسجم مع المستويات الحالية. ولعل ما يحدث الآن في أروقة الأهلي أو النصر وفي أندية أخرى شاهد على حالة السوء الذي تمر به كرتنا، باختصار: سوء عام يواجهه ارتفاع غير مبرر في أسعار اللاعبين المحليين. في برشلونة الإسباني يتقاضى محوره الدفاعي سيرجيو بوسكيتس المصنف حالياً على أنه الأفضل في مركزه عالمياً ما يقارب 800 ألف ريال مرتباً شهرياً، ويتم خصم 43% منها ضريبة، وبالتالي يتم ذهاب أقل من نصف المبلغ أعلاه إلى مصلحة الضرائب، وبذلك مجموع ما يتسلمه يصل إلى 414 ألف ريال شهرياً، فالنظام في إسبانيا يجبر اللاعب المحترف على دفع نسبة ضرائب من مرتبه، وتبلغ 24% على كل من يزيد دخله عن 600 ألف يورو سنوياً، وهذا النظام خاص باللاعب الأجنبي، فيما يجبر اللاعب الإسباني على دفع ما نسبته 43% من دخله الشهري، وشهد الموسم الجاري احتجاجا من اللاعبين على توجهات برفع نسبة اللاعب الأجنبي إلى 43% ومساواته بالمحلي. لاعب مثل معتز الموسى في صفوف الأهلي وفي مركز الإسباني بوسكيتس وفي عمره تقريباً ولكن فارق الإمكانات كبير جداً جداً جداً، وعلى الرغم من كل ذلك يطالب الموسى ناديه بعقد احترافي يصل إلى 5 ملايين في العام الواحد أي قرابة مليون يورو أو بمعنى آخر 416 ألف سنوياً أي أنه فعلياً يفوق مرتب أفضل محور في العالم بألفي ريال. هذا الرأي لا ينطبق على معتز الموسى لوحده بل حتى على زميله في الفريق عبدالرحيم الجيزاوي الذي يرغب في 6 ملايين ريال سنوياً أي ما يفوق مليون يورو تقريباً، وهو الرقم ذاته الذي يتقاضاه لاعب ميلان بواتنج الذي يحصل على 2 مليون يورو سنوياً يذهب قرابة نصفها وتحديداً 45% لمصلحة الضرائب، وهي نسبة الضريبة في إيطاليا على كل لاعب يزيد دخله عن 700 ألف يورو سنوياً، بمعنى آخر أن مرتبات بعض لاعبينا باتت تفوق نجوم الكرة الإسبانية والإيطالية. فتشوا في قوائم أندية أخرى في النصر والهلال والاتحاد والشباب لتجدوا أن مرتباتهم الشهرية وصلت إلى أرقام تاريخية، وفي المقابل مستوياتهم مستمرة في السوء والتواضع وإجبار المشاهدين على هجر المدرجات قبل هجر الشاشات. إجمالاً ما يحدث يحتاج إلى إعادة نظر في ظل أن جميع الأندية بلا استثناء تشكو من أزمات مالية، ولعل ارتفاع قيمة مرتبات اللاعبين الشهرية يثقل كاهل أي ناد، لذا نحتاج من يعلق الجرس، ويقدم العروض المنطقية للاعبين لم يقدموا ما يجبر الآخرين على كسب ودهم فضلاً عن إثارة إعجاب المشاهدين بمستوياتهم ونتائجهم. نحن في أزمة حقيقية ولن يسهم في حلها إلا وعي إداري وشرفي وجماهيري وإعلامي لإيقاف سيل مطالبات لاعبين فاقت العقل والمنطق في تحقيق فعلي للمثل الشهير "شين وقوي عين".