|


صالح الصالح
لاتروح (آسيا 2019)
2013-03-31

أعلنت اللجنة الأولمبية القطرية قريباً أنها ستنظم 81 بطولة وحدث رياضي، من أول أبريل في العام الجاري حتى التاريخ ذاته من العام المقبل. هذا الرقم صدمة للجنة الأولمبية السعودية التي تحتضر من سنين، ويبدو أنها تشكو موتاً دماغياً، لذا على الاتحاد السعودي لكرة القدم أن يتعامل باهتمام بالغ مع فكرة استضافة البطولات الكروية الكبرى، ولعل ملف الأمم الآسيوية في 2019 هو المهم، والأهم ألا يذهب لغيرنا. في عام 1988 أعلن في ماليزيا من مقر الاتحاد الآسيوي فوز اليابان باستضافة النسخة الآسيوية في عام 1992، ونجحت طوكيو في أن تضع قدمها في أول طريق تسجيل اسمها ضمن أركان اللعبة في أكبر قارات العالم. قبل ذلك العام لم تكن اليابان تسجل أي حضور على مستوى آسيا، بل كانت مجرد “نكرة” كروية، لكن امتلاكها للرؤية والطموح والإمكانات دفعها لتقديم طلب الاستضافة الذي تحصلت عليه، ولم تكن تلك الخطوة سوى البداية لحلم ياباني عالي الجودة تحقق في 1992 في طوكيو، حينما استطاع “الكومبيوتر الياباني” التفوق على “الصقور الخضر” بهدف وحيد، أعلن بعدها تتويجه لأول مرة في تاريخه بطلاً لآسيا، وهي الإستراتيجية التي أثمرت سريعاً، ولم تنتظر سوى 4 أعوام فقط منذ إعلان فوزها بالاستضافة إلى لحظة تتويجها باللقب. هذه التجربة لم تكن سوى ملمح عريض لفكر مختلف، وهي التجربة التي فكرت بها فرنسا على مستوى كأس العالم، ونجحت بجدارة فيها حينما استضافت مونديال 1998، واستطاعت تحقيق الكأس لأول مرة، لتسير مواكب الفرح في شارع “الشانزلزيه” في مشهد تاريخي في باريس لم يتكرر منذ ذلك الوقت وحتى الآن. الإمارات كانت تمتلك الرؤية والحلم وكذلك الإمكانات على مستوى القارة، لذلك نجحت في استضافة نسخة 1996 بهدف تحقيق البطولة التي لم يسبق لها الفوز بها، في محاولة لتكرار التجربة اليابانية التي نجحت بتفوق، وهي المحاولة التي أوشكت على تحقيق الهدف عقب تأهل “الأبيض الإماراتي” إلى النهائي في أبوظبي، لكن مواجهته لـ”الأخضر السعودي” الموغل في معرفة أدق تفاصيل البطولة آنذاك حال دون تحقيقه للحلم. وتكررت هذه المحاولة أيضاً عن طريق المنتخب الصيني الذي وفرت له فرصة استضافة البطولة في 2004 الوصول إلى النهائي والتواجد فيه عقب غياب استمر لأربع نسخ متواصلة، في تأكيد على أن استضافة البطولة تسهم في تعزيز فرصة الذهاب بعيداً في المنافسة حتى لو كانت الإمكانات الفنية أقل، وربما أن تجربة المنتخب الكوري الجنوبي في مونديال كوريا واليابان 2002 والوصول إلى نصف النهائي تعتبر من أكثر التجارب التي تعزز مثل هذا الرأي. للأسف تجربتنا مع استضافة البطولات ضعيفة على كافة الألعاب، وربما أن التجربة القطرية في الاستضافة المكثفة للبطولات وفرّت لها منتخبات مميزة في مختلف الألعاب. إجمالاً الاستضافة هي عبارة عن “سلة فوائد” اجتماعية وفنية واقتصادية، وجماهيرية، إعلامية، تسويقية، وستسهم في تحقيق جملة مكاسب على رأسها عودتنا مجدداً لتحقيق ألقاب أصبحت عصيّة علينا في ظل أوضاع فنية وإدارية كانت سيئة جداً قبل التحسن الذي أتى خيراً مع الاتحاد الكروي الجديد، وكل ما نحتاجه خطوة واحدة إلى الأمام نلحق بها الركب حيث تقدم الآخرون، خصوصاً أن التاريخ مؤخراً لايقف إلى جانبنا ولاحتى الجغرافيا.