|


صالح الصالح
النصر .. أن تعشق أكثر
2013-02-26

في النصر فقط يُخيّل إليّ أن العلاقة بين النادي وجماهيره ليست علاقة أنصار مع كيان بل هي عشاق مع كائن يشعرون به ويشعر بهم، يحبهم فيمنحونه أضعاف هذا الحب، يتألم من أجلهم فيتوجعون بسببه، في تجسيد متفرد لطبيعة علاقة فاخرة جداً بين ناد وعشاقه. ما حدث من أنصار النصر في تدريبات الفريق أول من أمس عقب خسارة كأس ولي العهد في ليلة الجمعة كان برأيي نوع من ممارسة ثقافة عالمية في المشهد المحلي، ثقافة تتلخص في المكافأة على المجهود لا على النتيجة، بمعنى آخر إيصال رسالة من قبل الجمهور للاعبين وللأجهزة الفنية والإدارية ولإدارة النادي مفادها: "جهدكم مقدر، وعطاؤكم مبهج، وحبكم يتضاعف، وأنتم الفرسان الذين نراهن عليهم في كل نزال". كنت ولا زلت أميل إلى هذه الثقافة التي تكافئ على الجهد لا على النتيجة، وأتحدث عن ممارسة تنطبق على الحياة بأكملها وليس كرة القدم. جميل أن يشعر الطالب أن جهده يجد التقدير من قبل معلميه، والمعلم يرى الإمتنان من إدارة المدرسة على اجتهاده، والموظف يستمع لعبارات التحفيز نظير إخلاصه في عمله، وقس على ذلك في مواقف أخرى. وعوداً على النصر الذي أراه قد وضع قدماً في طريق عودته إلى مكانته الطبيعية في ظل خوضه لنهائيين كبيريين خلال عامين حتى الآن، وفرصته في المنافسة على 3 بطولات الموسم الجاري لا تزال قائمة، كما أن قدرته على تحقيق إحداها كبيرة، المهم في المحصلة النهائية أن أنصار النصر أصبحوا يزحفون خلف فريقهم في الملاعب وهم يرون هيبته تتجسد مجدداً بعد غياب، وهو أكبر المكاسب التي كان النادي يشكو من غيابها. يُحسب لإدارة النصر حسمها لموضوع تجديد عقد المدرب الحالي الأورجوياني كارينيو لعام جديد، وحرصها على إضفاء المزيد من الاستقرار داخل الفريق، واستثمار العلاقة المميزة التي تجمع بين المدرب ونجوم الفريق المحليين وغير السعوديين، إضافة إلى حجم الرضا الكبير من المدرج "الأصفر". ما حدث خلال الثلاثة أيام الماضية داخل أروقة نادي النصر أعتقد أنه كان مصدراً لجملة من الرسائل الإيجابية التي على الأندية الأخرى الاستفادة منها، كما أنه ربما يتسبب في إحراج إدارات الأندية الأخرى أمام جماهيرها، والعكس صحيح. ولا أرى غرابة في حجم الإشادات الكبيرة الذي ضجت به وسائل التواصل الاجتماعي من شخصيات عربية وخليجية بحق جماهير النصر، إذ أرى أنها منحت النصر جزءا من الإنصاف الذي تستحقه في حين يجد من البعض لدينا تندراً وسخرية، كاشفاً عدم قدرتهم على محاكاته أو الإتيان بمثله. إجمالاً في النصر يوجد عمل فني وإداري وجماهيري على مستوى كبير، والفرق لافت سواء في النتائج أو المستويات، وربما أن تحقيق أية بطولة من الثلاث المتبقية سيمنح النصر زاداً إيجابياً في مشروع "إعادة النصر البطل"، وحينها سيكون تتويجاً لنوعية عمل تستحق الثناء والإنصاف، وإدارة النصر وجماهيره يستحقون ذلك.