|


صالح الصالح
زكاة النجومية
2013-02-17

"اللاعب الفلاني اشترط التواصل مع مدير أعماله إضافة إلى مقابل مادي للمشاركة في حملتنا التوعوية". أعلاه كان نص رسالة لأحد طلاب مرحلة الإمتياز في الطب المنظم لحملة توعوية في تخصصه بعدما طلب من أحد النجوم المشاركة. ما حدث عزز من قناعتي أن النجوم القادرين على التعامل مع نجوميتهم بمسؤولية ووعي قلة بل هم أقل من ذلك بكثير، وهذا ينطبق على نجوم كرة القدم، وغيرهم في بقية التخصصات. ما أعرفه جيداً وفق أقوال الكثير من العلماء المعتبرين أن الزكاة ليست زكاة المال فقط، إذ تتعداها إلى زكاة الجاه وغيرها، وهو ما أشار به ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، إذ قال في كلمة سابقة بمناسبة تكريم حفظة كتاب الله بالرياض، وقبوله الرئاسة الفخرية لجمعية تحفيظ القرآن الكريم: "شرف كبير أن أكون الرئيس الفخري، وأنا أعلم عندما أكون رئيساً فخرياً فأنا أزكي زكاة جاهي". فتشوا في قائمة أسماء اللاعبين السابقين والحاليين الذين لديهم قدرة عجيبة على التجاوب مع أكبر قدر من دعوات الجهات الخيرية وغيرها، متجاوزين ارتباطاتهم وانشغالهم وإشكالية التعرض لضغوطات الجماهير باستمرار. الحقيقية التي أراها وأعرف تفاصيلها عن قرب أن قائد المنتخب السعودي والنصر سابقاً ماجد عبدالله على رأس هذه القائمة المخملية، وحالياً الكبير أداءاً وسلوكاً محمد الشلهوب الذي بات الوجه المألوف، والاسم المتكرر في كل مناسبة خيرية. كل ما تذكرت صور النجم الخلوق نواف التمياط في أحد المعسكرات الخيرية في لبنان قبل عامين برزت في ذهني مباشرة عبارة "الوعي ممارسة"، وهو ما أقدم عليه التمياط بكفاءة عالية. اتفق أن تجربة إنشاء إدارات خاصة للمسؤولية الاجتماعية في بعض الأندية، وتواجد نجومها في بعض المناسبات الخيرية أمر جيد ومقدّر بالتأكيد لكنني أتحدث عن المبادرات الفردية، والتجاوب الشخصي من اللاعبين تجاه بعض الدعوات الخاصة للمشاركة في حملات توعوية واجتماعية وصحية، وليس مثل صاحبنا أعلاه الذي يشترط مقابل للمشاركة في حملة توعوية. عميد لاعبي العالم سابقاً وخبير "الفيفا" الحالي ماجد عبدالله يزكي نجوميته وشهرته، والشلهوب يواصل الحضور في أغلب المناسبات، فيما آخرون مصرون على العيش في برج عاجي وهم لم يصلوا إلى شهرة ماجد، ولا إلى محبة الجماهير بكافة أطيافها للشلهوب. جميل أن تشعر بعائد معنوي كبير من محبة الناس وتقديرهم لك، وامتنانهم لقبولك الاقتراب منهم، ومشاركاتك لهم أفراحهم وأتراحهم، وهذا ما أبقى ماجد في المشهد الرياضي الرقم الأول نجومية وترحيبا، وقدرة على لي الأعناق في أي مكان يوجد به. ما يميز ماجد بزعمي الشخصي أنه بقي مستمراً في تقديم الدروس بكافة أنواعها، إذ اكتفى بدروسه الميدانية إبان 22 عاما في الملعب، ومن ثم واصل ذلك خارج الميدان بجملة المشاركات الإيجابية التي يتواجد بها، وربما هذا هو قدر الكبار، وماجد على رأس قائمتهم بلا شك. إجمالاً جيد أن تكون نجما، والأكثر جودة أن تملك القدرة على عكس صورة جميلة عن سلوكياتك حتى يتذكرك الجمهور حينما تتوقف عن الكرة، وألسنتهم تلهج لك بالدعاء بالتوفيق في مقبل أيامك، بدلاً من ترديد عبارة: "يا صبر الأرض عليك".