|


صالح الصالح
فريق أرسنال السعودي
2013-01-01

تخيلت أن فريق أرسنال الإنجليزي ـ قدّر الله عليه ـ وأصبح أحد الفرق المحلية، وبحكم أن هذا الفريق من أشهر وأغنى الفرق العالمية، وناد محترف بشكل حقيقي، سيطالب مدربه الشهير آرسين فينجر مباشرة بالانسحاب من الدوري فور إعلان جدول مبارياته التي توزعت على جميع أيام الأسبوع، فضلاً عن التأجيل فيه، وفترات التوقف المتباعدة والمتعددة، وبالتالي تحول دورينا من "زين" إلى "واقف". ملعب آرسنال ـ السعودي طبعاً ـ والذي أفترض أنه سيكون في وسط الرياض والذي سيحتضن مواجهات الفريق سيكون معطلاً على مدى هذه الفترة الطويلة، ولن يشهد وجود أية مبيعات سواء لمنتجات النادي أو حتى لتذاكر مواجهاته المؤجلة، وسيضطر النادي إلى فقدان الحركة داخل أسواره أسوة بالأندية الثانية في ظل عدم وجود مواجهات رسمية فضلاً عن انتظامها، وبذلك سيتعرض النادي للكثير من الخسائر التي ستجبر المساهمين في هذا النادي المحترف على المطالبة بدوري محترف بكل جوانبه حتى لا تتأثر أسهم النادي، وتبقى إيراداته في ارتفاع، وهذا بالتأكيد لن يحصل في الدوري السعودي بأية حالة من الأحوال، إلا أن يشاء الله، وإلى أن يحدث ذلك سننتظر. خرجت الكثير من الأعذار التي تؤكد أن العطلات الدينية المتعددة لدينا، وتداخل بطولاتنا الإقليمية والقارية يعيق وجود دوري منتظم، وهذه بزعمي حجة الضعيف غير القادر على تنظيم عمله أسوة بالكثير من البطولات المحلية مما يؤكد أن الدوري لدينا محترف مجازاً.. في إنجلترا وأسبانيا وإيطاليا مثلاً يفوق عدد فرقهم في الدوري فرقنا بأكثر من 6 فرق، ولديهم أيضاً مناسبات دينية سواء في أعياد رأس السنة وغيرها، ولديهم أيضاً بطولات قارية، ورغم كل ذلك الأمور لديهم ترفل بنعمة الانتظام سواء للفرق أو حتى للجماهير التي لا تبخس حق نفسها في التمتع بعطلة نهاية الأسبوع، ومشاهدة فرقها المفضلة، وهذا بزعمي ما جعل ملاعبهم لا تخلو من الجماهير أبداً سواء كانت للفرق الكبيرة أو حتى الأقل جماهيرية أو لمن يرغب بالسفر لمساندة فريقه في مدن أخرى. الدوري الإسباني حالياً يعاني من التوقف مثل نظيره السعودي، وعلى الرغم من تعدد فترات توقفه التي وصلت الموسم الجاري إلى 3 فترات قبل أن ينهي الموسم الرياضي بخمس فترات توقف، بما مجموعه 61 يوم تقريباً، وأطول فترة توقف لديه لم تتجاوز 14 يوما فقط، وأقلها 9 أيام. في المقابل لدينا يتوقف الدوري 8 مرات، بأوقات متفاوتة أكثرها 22 يوما وأقلها 11 يوما، بما مجموع أيامه 108، والنهاية إلى الله المشتكى فقط في دوري يضم 14 فريقا ويتوقف بهذه الطريقة في حين دوري لديه 20 فريقا أقل بكثير مما نعانيه. إجمالاً نريد فقط ثبات أيام المواجهات المحلية أيام الأربعاء والخميس والجمعة فقط، وفي مواقيت مختلفة بحيث لا تقام في موعد واحد، وإقامتها خلاف هذه الأيام يكون في نطاق ضيق جداً. وأخيراً أجزم أن ليس كل الآمال يجب أن تُحقق، ولكن من الجيد أن يُنظر إليها بعين الاعتبار، وتُقدّم للشارع الرياضي المبررات كافية لكل ما يعيق هذا التنظيم المأمول مع مراعاة الشفافية والوضوح في ذلك حتى نصل المرحلة التي فيها نباهي بدورينا الذي لم يعد ينادينا.