|


صالح الصالح
رئيس لا يبيع الوهم
2012-10-30

قبل 3 أعوام تقريباً اقترب رئيس الأهلي الحالي الأمير فهد بن خالد من ناديه، وتحول من عضو شرف إلى مشرف عام على كرة القدم لعام واحد قبل التحول إلى رئيس مجلس إدارة النادي بالتزكية لأربعة أعوام مقبلة وتحديداً في 2010، خبرة "الفهد الأهلاوي" كما يطلق عليه أنصار ناديه لم تسعفه في بداية الطريق الذي لم يخل من أخطاء كبيرة وضعت الفريق في موقف حرج، وهو يدخل صراع الهبوط قبل أن ينهي الموسم بالمركز التاسع دورياً. أتذكر جيداً الأمير فهد وهو في منصب المشرف على كرة القدم في الأهلي حينما تعرض الفريق لخسائر متتالية لم يجد وقتها سوى القول: "إننا حين نصل إلى مرحلة لا نستطيع أن نقدم فيها شيئا للفريق، سنجلس في منازلنا"، وبعد هذا التصريح بعدة أيام تعرض الفريق لخسارة أخرى، وحينها قال: "جمهور الأهلي لم يعد بحاجة إلى تصاريح، ونخجل من مواجهته". هذه التصريحات قدمته للمشهد الرياضي بصورة المسؤول الصريح الذي يتعامل بشفافية مع جمهور ناديه، ولا يمارس بيع الوهم بشكل علني لتحقيق المزيد من المكاسب الإعلامية والجماهيرية كما يفعل بعض نظرائه، وأجزم أن هذه ممارسة ابتكرها سيد الشفافية، وأميرها الرمز الرياضي الكبير الأمير خالد بن عبدالله. رئيس الأهلي الحالي يحمل تأهيلاً أكاديمياً من جامعة الملك سعود تخصص "علاقات عامة"، ونجح في تطويع تخصصه لصالحه، وهو يحقق خلال فترة قصيرة جداً قفزة في تاريخ ناديه بتحقيقه كأس الملك بعد غياب طويل عن البطولات الكبرى، وألحقها بالمنافسة على لقب بطل الدوري بعد غياب اقترب لثلاثة عقود تقريباً، محققاً لقب الوصيف، ومضيفاً لها كأس الملك مرة أخرى قبل أن يتأهل لدور الثمانية في دوري أبطال آسيا للمرة الأولى في تاريخه، ويلحقها بالتأهل لدور الأربعة الموسم الجاري قبل أن يفصل بينه وبين الوصول إلى نهائي أكبر قارات العالم مواجهة وحيدة مع غريمه التقليدي الاتحاد غداً الأربعاء، وهي محصلة عمل فني وإداري وشرفي وجماهيري لثلاثة أعوام فقط. الرئيس الشاب لم يحتج لسنوات طويلة لعلاج أخطائه، ولم يكابر، استعان بخبرات ناديه ورجالاته، وبدعم شرفيين على رأسهم كبير حقيقي وفاعل، وكانت المحصلة استفاقة بطل، وإلباس النادي رداء أخضر أكثر تأنقاً. أعي جيداً أن المكافأة يجب أن تكون على العمل وليس على النتائج، بناء على القاعدة الشرعية "لا يلام المؤمن عقب اجتهاده"، ولكن يجب أن يكون هذا الاجتهاد مبنياً على أسس متينة، لذلك ليس مطلوباً من إدارة الأهلي أن تحقق بطولة دوري أبطال آسيا حتى يرضى عليها الجمهور والمتابعون، ويصادقون على تفردها. إجمالاً لدى الأهلي حالياً فرصة تاريخية لأن يمارس مهمة إسعاد مدرجه المجنون، وبقليل من التكاتف سيعود إلى الواجهة، وسينفض غبار الغياب، لأنه وبكل اختصار كبير، والكبير لا خوف عليه. أما الاتحاد إن فعلها غداً وعبر الأهلي إلى النهائي، فهو فريق يتحدث الآسيوية بطلاقة، ويعرف تفاصيلها جيداً، وسيكون "الاستثنائي" الذي يتواجد في دوري أبطال آسيا 4 مرات لكن قدره أن الطريق لا يمر إلى بالأهلي وهنا تكمن الصعوبة.