|


صالح الصالح
الفشل حتى في الحج
2012-10-28

لا جديد، يفشل المجتمع الرياضي في استثمار الأحداث الاجتماعية أو الدينية التي تمر علينا، ويتم التفريط في الاستفادة منها بشكل سهل ومتكرر، وآخرها أيام الحج التي نمر بها حالياً. كنت أتمنى أن أرى الرئاسة العامة لرعاية الشباب ذات أدوار فاعلة وشريكة رئيسية في خدمة حجاج بيت الله الحرام، صحيح أن ذراعها الوحيد في هذا المجال هو الكشافة، وعلى الرغم من أدوارها الهامة والحيوية بلا شك ولكن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تحتاج إلى حراك أكثر لا يقل أهمية عن القطاعات الأخرى. هذا الحُكم الذي يركز على جوانب التقصير والإهمال ينطبق أيضاً على بقية الأندية التي يغيب فيها التفعيل الحقيقي للمسؤولية الاجتماعية، ولعل الحج كان فرصة مواتية لأن يكون للأندية إسهام ملموس في هذه الأيام المباركة عبر أكثر من مشاركة، حتى ولو كانت على مستوى منسوبي النادي والعاملين فيه، إذ أفترض أن حملة تضم ٥٠ شخصا من العاملين في النادي يلبسون زيا موحدا يحمل شعار النادي بشكل تسويقي جميل ممكن أن يكون له أعظم الأثر في تعزيز ولاء هؤلاء العاملين في النادي أولاً خصوصاً من كان منهم حديث عهد بالإسلام، كما أنه سيعكس صورة إيجابية جميلة عن النادي وأدواره الاجتماعية وتحديداً للحجاج القادمين من الخارج الذين سيحملون صورة جميلة عن هذا النادي الذي لا ينسى المنتسبين له بدليل أنه يتكفل سنوياً بحملة حج خاصة بهم. أفتش عن عدد الأندية التي قامت بمثل هذه الخطوة، أو أقل منها واهتمت بتسويقها إعلامياً واجتماعياً، أو من هو النادي الذي تكفل بحملة حج للأيتام أو أبناء المساجين أو أبناء الشهداء أو للمحتاجين بشكل عام، أستطيع أن أقول: لا أحد، وإن كان يوجد من عمل ذلك فإنه غاب عن تسويقها ومنحها حقها من الاهتمام الإعلامي الذي تستحقه. كم تمنيت أن أرى حملة حج باسم الأمير هذلول بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ خاصة بمنسوبي نادي الهلال وعلى نفقة إدارة النادي أو أحد أعضاء شرفه، أو حملة الأمير عبدالرحمن بن سعود ـ رحمه الله ـ الخاصة بنادي النصر، والتي تكفلت بها إدارة النادي أو أحد أعضاء شرفه، أو حملة الأمير عبدالله الفيصل ـ رحمه الله ـ في الأهلي، أو عبدالله الدبل ـ رحمه الله ـ في الإتفاق، أو حمزة فتيحي ـ رحمه الله ـ في الاتحاد، وقس على ذلك في بقية الأندية. أعتقد أن هذه الأيام كانت أبواباً للسباق في الخير بما يعود نفعه ديناً ودنيا وكذلك على النادي ومسيريه وجماهيره الذين سيتباهون في فعل الخير، ويدفعون الآخرين لمنافستهم في سباق الجميع فيه رابح بلا شك، خصوصاً أن بعض الأندية لا يفصلها عن بيت الله الحرام إلا كيلوات قليلة ولا تحتاج لكثير تعب أو لاستعدادات معقدة، لكنها الهمة التي غابت عن البعض، فخسروا أجرها وأجر من يقتدي بهم، والأهم من ذلك أن مفهوم فروسية الرياضة لا يوجد في أذهانهم، لذلك بقيت الرياضة بالنسبة لهم مجرد 90 دقيقة على الملعب يرافقها صور وتصاريح و"أكشن"، والمتبقي لا علاقة لهم به.