|


صالح الصالح
( الاستعانة بصديق )
2012-10-21

جاءت مواجهتا الكبيرين الاتحاد والأهلي في نصف نهائي دوري أبطال آسيا لتكشف جزءا من خلل منظومتنا الاحترافية، ولتسلطا الضوء على جوانب قصور كبيرة في سعينا لتحويل رياضتنا من مرحلة الهواية إلى الاحتراف، بداية من الحديث عن تقسيم المدرجات، حتى آلية توزيع وبيع التذاكر. رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام كان حامل لواء التطوير لكرة القدم والارتقاء بها ليس في قطر، بل تجاوزها إلى القارة الأكبر في العالم، ووصل مده الإصلاحي الشبيه بـ”تسونامي” إلى كرة القدم السعودية التي كانت في حاجة ماسة منذ سنوات مضت لأفكاره التي بدأنا تطبيقها بقوة نظام الاتحاد الآسيوي، وهو ما أسهم في الإسراع في خطوات التطوير على كافة المستويات لدينا تنظيمياً وتسويقياً وتحكيمياً، وكذلك في شؤون المدربين المحليين واللاعبين وحتى تعامل وسائل الإعلام وتنظيماتها على أرض الميدان، وربما أن الزملاء الإعلاميين الميدانيين يلحظون الدقة والنظام في المواجهات التي يشرف على إقامتها الاتحاد الآسيوي في ملاعبنا بخلاف مواجهاتنا التي يشرف عليها الاتحاد المحلي، ووصلت الاشتراطات حتى إلى المقاعد التي يجلس عليها الجمهور، وانتقلت من مرحلة الإسمنت إلى البلاستيك. أعتقد أن كرة القدم لدينا تحتاج للإسراع في تطبيقات كافة شروط الاتحاد الآسيوي ومتطلباته، وهي برأيي سترتقي بنا بشكل أكثر سرعة مما نتوقعه، بدلاً من اجتهادات أعضاء لجان أعادتنا إلى كرة الملاعب الترابية بعدم فهمها لبنود لوائح هي تشرف عليها، ومطالبة بتطبيقها على الأندية لكن ذلك لم يحدث وفق جملة شواهد تؤكد على أن كرة القدم لدينا تعانى أزمة لوائح، وإشكالية ازدواجية في المهام والمناصب، وقائمة طويلة من المشكلات التي لم تسعفنا خبرة السنين المتراكمة في حلها أو تجاوزها. الوقت الحالي يفرض أن تكون رياضتنا تنطلق من نظام واضح، ومن لوائح غير قابلة للتأويل والتفسيرات الملونة، ومن قرارات تطبق على الجميع من دون إنتقائية أو إستثناء، بمعنى أن يكون النظام فوق الجميع. على الاتحاد والأهلي الوعي بقوانين الاتحاد القاري الصارمة، وأن العقوبات في حال المخالفات ستكون مضاعفة مقارنة بنظيره المحلي، لذا بات من المهم تحذير الجمهور في مواجهتي الذهاب والإياب، وعدم ممارسة سلوكيات ربما تنعكس سلباً على الناديين وعلى سمعة كرة القدم المحلية التي تحتاج حالياً لما يسهم في إعادة صورتها الجميلة بدلاً من تعزيز صورة سلبية تواجدت منذ سنوات قريبة، وأفترض أن اللاعبين أيضاً داخل الملعب يعون أن المواجهة بين فريقين محليين لكنها في ثوب قاري، وبالتالي من يشرف وينظم ويعاقب هو اتحاد قاري لن ينظر إلينا بعين العطف والرأفة ولن يمشي معنا في نفق الخصوصية التي نكررها بمناسبة أو بدونها حتى باتت رياضتنا معطلة في بعض تفاصيلها الهامة. إجمالاً الاتحاد الآسيوي دفعنا إلى التغيير والتطوير ويجب أن تكون لدينا أيضاً دوافعنا الخاصة التي تعيدنا سيرتنا الأولى في طريق المجد والعلياء لأننا نستحق.