|


صالح الصالح
(الأخضر) ونقاط الكونغو
2012-10-16

فاز “الأخضر” ودياً على منتخب الكونغو في “موقعة الإحساء”، وهو الفوز الذي أتى بعد جملة خسائر وإحباطات متكررة رسمياً وودياً، هذا الانتصار الذي تمناه أحد الإعلاميين في مداخلة إذاعية قبل المواجهة بعدة ساعات قائلاً: “المهم لدينا الفوز، وتحقيق النقاط الثلاث”. نعم المنتخب حقق النقاط الثلاث لكنها بعيدة عما يعنيها صاحبنا الذي عكس مستوى حقيقياً لبعض الإعلاميين الذين دخلوا للإعلام من الأبواب الخلفية، أو من أبواب الاستراحات الخاصة، وباتوا يتصدرون المشهد الرياضي في صناعة رخيصة لنجومية مؤقتة تعتمد في المقام الأول على الميول، ورفع الصوت، والإساءة للمنافسين، ومفردات سوقية وعنصرية بغيضة تهدد لحمة وطن لا يحتاج لهذه السلوكيات، وباتت العبارات التي تتردد في المدرجات هي ذاتها التي تتكرر في الاستديوهات التلفزيونية والإذاعية وفي مواقع التواصل الاجتماعي بمباركة من القائمين عليها الذين تناسوا دورهم الاجتماعي والتربوي، وقبل ذلك مسؤوليتهم العظيمة، وبحثوا عن تسويق بضاعة رخيصة منتهية الصلاحية وضررها ضعف نفعها أضعافاً مضاعفة بل هي في الأصل بلا نفع. وعوداً على “الأخضر” الذي فاز ودياً لكنه لم يحقق النقاط الثلاث كما يقول زميلنا، لكنها أسهمت في جلب ثلاث نقاط مختلفة تمثلت في استعادة نغمة فوز ضاعت في “سكة التايهين” منذ فترة طويلة، وعززت من ثقة أسماء شابة تخوض مواجهاتها الودية الأولى، كما أن فكرة إقامة المواجهة في محافظة الإحساء كانت ذكية جداً، وآتت ثمارها بحضور جماهيري غفير لم يكن ليتحقق في حال إقامتها في المدن الرئيسية، وأعتقد أن تكرارها في القصيم وأبها وبقية محافظات المملكة التي لديها ملاعب جيدة ستسهم في تخفيف الضغوطات على اللاعبين إضافة إلى إعادة الجماهير إلى المدرجات فضلاً عن وجود أبعاد تسويقية واجتماعية مختلفة لإقامة المواجهات الودية للمنتخبات في المحافظات المختلفة. الفوز الودي الذي تحقق كشف لنا افتقاد الكثير في الوسط الرياضي إعلامياً وجماهيرياً لثقافة الاتزان في التعاطي مع النتائج، إذ تباينت الردود ما بين التقليل من الفوز، ووصف المنافس بالمنتخب الضعيف، وبالفرحة المبالغ فيها من قبل الجماهير، في تناسي لحقيقة الأوضاع الصعبة التي تمر بها كرة القدم المحلية وتحديداً المنتخب الأول، وحاجته لاستعادة ثقته وثق الجماهير فيه، والتقدم أكثر في سلم ترتيب الاتحاد الدولي لكرة القدم. فيما ذهب آخرون إلى الاحتفال بهذا الفوز، والتغني به، ووصفه بأنه أول الغيث، وتكرار مشاهد الاحتضان والتبريكات التي ملأت الملعب، وهي أيضاً تحتاج إلى الاعتدال والتعامل مع النتيجة بالكثير من الاتزان لأننا كنا نحتاج التنفس فقط في وقت مللنا فيه من الاختناق. إجمالاً نحن الأكثر حاجة للفرح، أول من أمس كنا نتسوله أمام منتخب الكونغو العادي، نعم هي ودية وأتت بعد جملة إحباطات لكننا نحتاج للفرح في الودية تمهيداً للرسمية.