|


صالح الصالح
بطولات حب الخشوم
2012-10-02

أجزم أن الوقت مناسب جداً لكي نعلن الموافقة صراحة على مطالبة سابقة لرئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم محمد بن همام حول إلغاء دورات الخليج، تبعتها مطالبات مختلفة من جهات عدة، وأعتقد أنها مطالبة مشروعة، ولها ما يبررها الآن، استناداً لنتائج المنتخبات الخليجية في المنافسات الآسيوية سواء في الطريق نحو "الأولمبياد" أو "المونديال" أو حتى على مستوى كأس الأمم القارية، وهي النتائج التي لا تتواكب أبداً مع سمعة الدورة الخليجية الممتدة على مدى قرابة 42عاماً. المنتخب الإماراتي، ماذا قدّم بعد تحقيقه البطولة للمرة الأولى في تاريخه قبل 4 أعوام، وهو الذي تغنى بهذا اللقب طويلاً من دون الحرص على المحافظة على مكتسباته التي حققها تجاه اللقب، وبالتالي الخروج من الأدوار التمهيدية سواء في كأس آسيا أو في السباق نجو التواجد في المونديال للنسختين الماضيتين. "الأخضر السعودي" من الفرق ذات السجل الجيد خليجياً لكنه لم يجعل دورات الخليج في قمة أجندته، إذ كان التأهل لكأس العالم وتحقيق البطولات الآسيوية هو المطمع السعودي الدائم، وهو ما منحه تفرداً عن نظرائه في المنطقة في حين أصبح تحقيق البقية لكأس دورة الخليج أولوية خالصة، وأزعم أن هذا الأمر هو من أبقى الكرة السعودية في حالة وهج دائم قبل أن تنضم لبقية المنتخبات الأخرى التي تتوهج لوقت لكنها سرعان ما تخفت وتفقد بريقها، ولن يكون المنتخبان العراقي والكويتي وهما أصحاب سجل تاريخي في دورات الخليج سوى أمثلة تؤكد هذه الحقيقة، إذ إن تركيزهما الكبير على هذه البطولة منهما التوهج خليجياً والظهور القاري المؤقت، خلاف المنتخبات العمانية والقطرية التي كان ظهورها لافتاً للأنظار في الأعوام الأخيرة لكنه لا يوفر الحماسة لاستمرارها بالتأكيد، خلاف المشاركة الشرفية للبقية. أجزم أن كل المؤشرات الحالية تدفع المنتخبات الخليجية دفعاً لتوجيه كامل اهتمامها إلى البطولات الكبرى، نظراً إلى أن حصر سباق التنافس على دورة الخليج لن يضيف الكثير، وهي بطولة مرحلية أدت دورها على أكمل وجه، ومن المفترض تحويلها إلى دورة أولمبية أولاً للحفاظ على استمرارها أو جعلها كل أربعة أعوام، وثانياً من أجل تحقيق أعلى درجات الاستفادة من طريق تصدير مواهب شابة تخدم الكرة الخليجية لأعوام مقبلة وتصل إلى مرحلة القدرة على مواجهة المنتخبات الآسيوية الأخرى، والتفوق عليها في ظل دخولها لمواجهات بعيدة عن حسابات الربح والخسارة، وأعتقد أن هذا الرؤية لن تتحقق في بطولات أخرى. كما أن الاتحاد السعودي لكرة القدم المكلف سيدخل الكرة السعودية في مأزق جديد يتمثل في الموافقة على استئناف المشاركة في بطولات الخليج للأندية، وهي التي شهدت مقاطعة سعودية في آخر نسختين مضت، على اعتبار عدم غياب الأهداف الفنية من هذه البطولة التي تحولت إلى بطولة "حب خشوم" الخاسر فيها الجمهور الرياضي، وفرق كروية محلية تشارك مع فرق متواضعة فنياً ولا تصنف على أنها من الفرق الجماهيرية أو الفنية رفيعة المستوى. إجمالاً يهمنا نجاح أي تجمع خليجي أو عربي أو دولي لكن لنأخذ في الاعتبار مصلحة كرة القدم المحلية التي توغل في التراجع وبطولات الخليج للمنتخبات أو الأندية على مستوى الكبار تحديداً لن تقدمنا خطوة إلى الأمام بل ستبقينا حيث نقف، ونحن من أطلنا ومللنا الوقوف.