|


صالح الصالح
مجتمعنا الكسول
2012-07-22

أظهرت دراسة أخيرة أن الشعب السعودي هو ثالث المجتمعات العالمية التي تشكو الكسل بعد مالطا وسويسرا، وبعيداً عن حقيقة هذه الدراسة والجهة التي أجرتها، لماذا مجتمعنا يثبت يوماً بعد آخر تفننه في الحرص على إتمام متطلباته في الأوقات الحرجة، وكأنه مجتمع غارق في العمل إلى درجة عدم قدرته على “حك رأسه” كما يردد البعض، أو كأنه مولود في مستشفيات طوكيو ونشأ في ناجازاكي قبل أن تسوقه الأقدار للعيش في السعودية. انظروا لدينا متى يشتري رب الأسرة مستلزمات الأيام الخاصة مثل شهر رمضان، وكأن التسوق لا يحلو إلا في آخر يوم من شهر شعبان أو في أول أيام الشهر الكريم، أو كأن هذا الشهر جاء فجأة وبدون سابق إنذار. وشاهدوا متى يلجأ البعض إلى شراء مستلزمات العيد الخاصة، حيث تشهد ليلة العيد استنفار غير طبيعي وكأن هلال العيد لم يكن معلوماً وقت ظهوره والذي لا يتجاوز أن يكون إلا خلال يومين سواء المكمل أو غرة شوال. والغريب أيضاً أن الناس تُيّمم شطر المكتبات في ليلة أول يوم دراسي وكأن موعد بدء الدراسة أو استئنافها أذيع في نشرة الأخبار في اليوم ذاته أو أنه جاء عقب إعلان مجلس القضاء الأعلى. لن أذهب بعيداً وسأتوقف أمام المشهد الرياضي وتحديداً في قضية تسجيل اللاعبين المحترفين الأجانب والمحليين، حيث نلاحظ كثرة طلبات تسجيل اللاعبين في آخر يوم في الفترة المسموح بها والتي تم الإعلان عنها بوقت كاف جداً يصل إلى عدة شهور، وإمعاناً في تأخير طلبات التسجيل -وهذا لا يحدث إلا لدينا- لا تصل هذه الطلبات في صباح ذلك اليوم إنما قبل الساعة الثانية عشرة مساءً وهو آخر موعد يمكن أن تقبل فيه ملفات اللاعبين، وكأن فترة التسجيل محددة بيوم واحد فقط. الأهلي لم يكمل ملف أجانبه والهلال كذلك والاتحاد إلى جانبهم وجميعهم سيشاركون في دور الثمانية من دوري أبطال آسيا، خلاف مجموعة فرق محلية لا تزال تتخبط في البحث عن استكمال ملف لاعبيها غير السعوديين، نبحث عن الاحترافية والتقدم والتطور الرياضي فضلاً عن الاجتماعي ونحن غير قادرين على التخلص من عادات سيئة باتت منتشرة في جميع تعاملاتنا بما فيها الرياضية. نحتاج إلى عودة قوية لمنتخباتنا وأنديتنا ولعل الفوز بلقب دوري أبطال آسيا سيكون بداية قوية لمرحلة التصحيح التي شبعنا حديثاً عنها وأنديتنا قادرة على ذلك متى ما توجهت للعمل بإخلاص وحينها سنساندها جميعاً وألسنتنا تلهج بالدعاء لها بالتوفيق، بس قولوا: “يا رب”.