|


صالح الصالح
(النصر وسنوات الضياع)
2012-06-03

معطيات الثلاثة أعوام الأخيرة أثبتت أن نادي النصر هو الناد الوحيد عالمياً الذي استقراره لن يتحقق إلا برحيل رئيسه ومدربه وقائد فريقه الكروي الأولى، وخلاف ذلك سيبقى النصر في الدائرة ذاتها التي لايستطيع الخروج منها. في النصر كل المؤشرات تؤكد وجود حب جارف لكنه من طرف واحد، يتمثل في المدرج العاشق.. الذي أبقى نادي النصر في الواجهة، وهو من توارى عن المشهد البطولي منذ سنوات، حتى النهائي الأخير في كأس الملك الذي انتهى برباعية تمنت جماهيره أنه لم يصل إليه. مسيرو النصر رضوا أن يستمر فريقهم ضعيفاً طوال السنوات الأخيرة الماضية، كل يغني على ليلاه، في تجاهل صارخ لقيم النادي وتاريخه ونجومه وكفاءاته الإدارية والفنية، والأهم من ذلك كله لرغبات مدرجه الذي لايريد سوى الفرح، وهو أقل حق من حقوقه. هناك تجاهل مستمر لصوت العقل في اختيار رباعي أجنبي مميز أو نصفه على أقل تقدير وفق رؤية فنية مميزة، وقبله الجهازان الفني والإداري اللذين بإمكانهما السير بالفريق إلى بر الأمان لا إلى شاطئ الهوان، وهو ما تأذى منه أنصار النصر الذي بات أخيراً من الطبيعي وغير المزعج لمسيريه الخسارة برباعية وخماسية وثلاثيات مستمرة من دون أن تحرك فيهم الغيرة على سمعة كيان كبير أصبح ألعوبة في أيدي أسماء محددة. وربما أن جملة الأخطاء التي وقعت فيها إدارة النصر وضعتها الآن في موقف حرج جداً لكيفية الانتقال من مواسم جفاف إلى آخر سمين ينتظر فيه أنصار الفريق التحول إلى عالم البطولات الذي طال انتظاره، وهو ما يستوجب دفع مهرها الذي لم يدفع إلى الآن، ولا يزال تحت بند الوعود التي لم يتم تنفيذها، والغريب أن لغة الوعود لم تختلف بل باتت متطابقة في مفرداتها من موسم إلى آخر، ولايزال يوجد من يردد: "عطوهم فرصة" وكأن الأندية الكبيرة تحولت إلى مختبرات تجارب، وإلى ميدان لاكتساب الخبرات. في المقابل لايزال جمهور النصر هو وحده من يقوم بواجبه على أكمل وجه مجسداً مقولة "حب من طرف واحد"، إذ لايزال يكافئ اللاعبين بالمؤازرة في كل مكان، ويكفيه حضوره المكثف في كافة مواجهات الفريق سواء على ملعبه أو ملاعب خصومه، ومؤازرته في كافة القضايا التي تخص النادي، وينتظر هذا الجمهور أن يعامل بالمثل، وأن يكون مستوى محبة وإخلاص ودعم مسيريه في الدرجة ذاتها التي يتميز بها، بدلاً من وجود أعضاء شرف يستمتعون بتصنيفهم "رجال مرحلة" أو "المنقذين" لكن مع نهاية الموسم الرياضي استردوا كل ما دفعوه لأن الرئيس يرفض الاستقالة، وهم غير قادرين على تقديم الضمانات التي تضمن للنادي مستقبلاً أفضل، وظل الحال كما هو عليه، لا أحد يحب النصر مثل جماهيره، وحب من طرف واحد لايستمر.