|


صالح الصالح
منتخب الحلم (وكابوس النجوم)
2012-01-15

في نهائيات كأس أمم آسيا 2007 شارك “الأخضر” السعودي بقائمة جديدة نسبياً وبمدرب مغمور وهو البرازيلي أنجوس، واستطاع المنتخب ليّ أعناق المتابعين بتأهله إلى المواجهة النهائية، ووصفت النتيجة حينها بأنها مفاجأة كبيرة في البطولة على اعتبار ضعف المشاركة في النسخة التي سبقتها في الصين، والتي شهدت الخروج للمرة الأولى من الدور التمهيدي.
المنتخب السعودي في 2007 بدأ بقائمة شابة ضمت ياسر القحطاني، مالك معاذ، سعد الحارثي، عبده عطيف، أحمد الموسى، عبدالرحمن القحطاني، تيسير الجاسم، سعود كريري، وليد عبدربه، كامل الموسى، خالد عزيز، أحمد البحري، وياسر المسيليم.. هذه القائمة لم يستطع أكثر من نصفها الاستمرار في عطاءاته لا مع فريقه ولا مع المنتخب على الرغم من أن “الأخضر” حينها وصف بمنتخب “الحلم”، لكن هذا الحلم لم يستمر طويلاً، إذ إن هذه الأسماء التي احتلت مراكز مهمة بعد هذه المشاركة لم تصمد طويلاً وتساقطت تباعاً.
ياسر لفظه الهلال ورحل إلى الإمارات، الحارثي لم يعد له مكان في النصر، فتوجه إلى جاره الهلال.. أما مالك فظل حبيساً على دكة الاحتياط عامين متتاليين، حتى رمى له النصر طوق النجاة، ورغم ذلك لا يريد إنقاذ نفسه.. عبدالرحمن القحطاني وعطيف ربّما سيشتركان في الفريق ذاته، خصوصاً في ظل وجود حديث حول لعب عطيف للنصر.. خالد عزيز يريد من يحتويه بعد أن رفضه الهلال وثم الشباب.. البحري رحل عن النصر إلى الفيصلي؛ الموسى أصبح أثراً بعد عين، وليد عبدربه تحوّل إلى احتياطي في الشباب.
الاستثناء تقريباً وحالياً فقط يوجد في الأهلي الذي يقدم فيه الثلاثي “المسيليم وتيسير وكامل الموسى” مستويات مختلفة، وتأثيراً كبيراً وواضحاً في صدارة الأهلي المستحقة.
السؤال الذي يرمى بنفسه على طاولة الحوار: لماذا لا يستطيع اللاعب السعودي أن يستمر لأكثر من عام على مستوى واحد؟.. لماذا يكتفي بموسم رياضي واحد يبدع فيه، ويصل إلى صفوف المنتخب السعودي ومن ثم يسلم الراية، ويعتقد أنه وصل إلى غاية طموحه؛ وأن الوقت بات مناسباً، لأن يتمسك بالمرحلة التي وصل إليها، ولا يسعى إلى تطويرها وإضافة المزيد من المكتسبات الخاصة التي تنعكس على علاقته بفريقه وبالمنتخب أيضاً.
أن نجزم أن لدى لاعبينا أزمة فكر، فهذا الحكم يدعمه شواهد عدة لجيش من اللاعبين المحليين قنعوا بما وصلوا إليه، ويطالبون بما هم ليسوا أهلاً له.. أزمة الفكر التي أقصدها تؤكدها حوادث لهؤلاء اللاعبين خارج الميدان، والمتضرر منها في المقام الأول هم قبل أنديتهم، والضحية من كل ذلك مدرجات راهنت عليهم كثيراً، لكن هذه المدرجات خسرت رهانها عليهم لأنه لم يعد يوجد من يقدر؛ أو بمعنى آخر كما يقول الإخوة في مصر: (اللي اختشوا ماتوا).