|


صالح الصالح
(جمهور الحجارة) و(النعناع)
2012-01-03
في مشهدنا الرياضي تتغير اللجان، وتتغير الأسماء، وتبقى القرارات محل جدل لا ينتهي.
إشكاليتنا هل هي في إدارات أندية لا تجيد قراءة اللوائح وتستعين بخبراء لفهمها، ومن ثم تتجنب وقوع منسوبيها وجمهورها في تلك الأخطاء الموجبة للعقوبات.
أو أن الخطأ في جمهور لم يعي حتى الآن أن كرة القدم وتشجيعهم لفرقهم يجب ألا يتجاوز مرحلة الحضور والهتاف والمؤازرة إلى مرحلة الإيذاء البدني واللفظي للمنافسين.
أو في إعلام يتقبل أن يتم إيقاع عقوبة على ناد معين بل ويدعو لها ويواصل تأليب الرأي العام واللجان لإيقاعها، لكنه في المقابل يرفض أن تكون تلك العقوبة لناد لألوانه نصيب من توجه مسؤولي هذه الوسيلة الإعلامية التي ينبرى منسوبوها للدفاع عنهم، والعودة إلى ملفات قديمة في سبيل تمييع القضية، والبحث عن قضايا فرعية لإشغال المشهد الرياضي فيها عن القضية الرئيسية.
ما أجزم به وأعتقد أن الكثير يساندني في ذلك أن أزمتنا لم تتبدل، في لوائح قابلة للتأويل، في بنود يفسرها من وضعها بطريقته قبل من تقع العقوبة عليه، في لجان تخشى سطوة إعلام، ولذا لم يعد غريباً أن توجد حالات متطابقة جداً لكن عقوبتها مختلفة، وهو ما يوجد أكثر من علامة استفهام.
وصف مدرب النصر علي كميخ في مؤتمر صحفي حكم مواجهة لفريقه أنه يوزع البطاقات الصفراء على لاعبيه مثل "الحبق والنعناع" ليتم تغريمه بـ75 ألف ريال، وإيقافه 3 مواجهات،
"مواجهة الحجارة" في ملعب الشعلة والتي شهدت ممارسات قمة في السلبية جميعها كانت منقولة على الهواء مباشرة، كانت العقوبة على كيانين وليس على شخص واحد بما مجموعه 45 ألف ريال.
في مواجهة الكلاسيكو بين الهلال والاتحاد قبل عدة أيام تطالب إدارة الضيف بعقوبة المضيف على عبارات عنصرية وجهها الجمهور، في إعادة للممارسة ذاتها قبل 3 أعوام استوجبت عقوبة إقامة المواجهة المقبلة من دون جماهير حينها، وشكوى إدارة الاتحاد لا تزال تنظر فيها لجنة الانضباط حتى الآن.
الأهلي كذلك يتظلم من عقوبة التغريم بـ150 ألف ريال بسبب قيام جماهيره برمي عبوات على الحكام كما جاء في نص القرار قبل أن يتم رفض استئنافه أخيراً.
على مدى 5 أعوام تقريباً تغيرت اللوائح التي تخص لجنة الانضباط تحديداً وهي التي شهدت رئاستها أكثر من 3 شخصيات في فترة وجيزة في إشارة إلى كرسيها الساخن.
وأرى أن تبدأ لجنة الانضباط من الجولة المقبلة أن تتكفل بتوزيع النعناع على الجماهير، وهو ما يوصف بأنه "مهدئ للأعصاب" بحيث تضمن عدم وجود شغب جماهيري يفضي إلى رمي حجارة، وحينها ينعم وسطنا الرياضي بالأمن والسلام.