|


صالح الصالح
حملة مكافحة فقر الأندية
2011-12-27
كنت ولا زلت أرى إمكانية أن يكون الدوري السعودي دوري محترف بشكل حقيقي، وقادر على مضاهاة نظرائه في الشرق الآسيوي شريطة السعي من الآن وبشكل عملي لذلك، وأعتقد أن تلمس الطريق الذي يسير عليه الدوري الإنجليزي أو الأسباني بداية عملية لهذا الحلم.
أعي أن تحويل النصر لبرشلونة سيكون رابع المستحيلات، وجعل الهلال مدريد آخر سيصنف على أنه ثامن العجائب، وتحويل الاتحاد إلى فالنسيا آخر لن يكون بالأمر المتاح، لكن بالإمكان السعي بشكل فوري لنسخ الكثير من التنظيمات الخاصة بدوريهم سواء في جدولة المواجهات، أو لوائح اللجان الخاصة بهم، وكذلك في الجوانب التسويقية وهي التي تهمني هنا لاعتبار أن المزيد من الاهتمام بها سيوفر دخلاً مالياً كبيراً للأندية المحلية هي في أمس الحاجة له، وسيحدث نقلة تاريخية في الكرة المحلية.
ولعل عقود النقل التلفزيوني هي أهم مصادر دخل الأندية الأسبانية الذي جعل برشلونة ومدريد الأكثر بذخاً في سوق الانتقالات العالمية، وهو ما ينعكس عليهما إعلانات ومبيعات للقمصان وتذاكر المباريات وأخيراً تحقيق البطولات.
جميع ما سبق يدفعني للقول إن الوقت مناسب جداً لإعادة النظر في توزيع عوائد عقد النقل التلفزيوني للمواسم المقبلة بحيث يتم إقرار توزيع جديد يراعى فيه ترتيب الفرق في الدوري، فالأخبار المتواترة الخاصة بعوائد النقل تشير إلى 150 مليون ريال سنوياً لثلاثة مواسم مقبلة، وبالتالي بإمكان هذه المبلغ أن يحول الدوري السعودي إلى مهوى أفئدة كافة جماهير المنطقة، فمثلاً سيكون من المناسب أن يحصل بطل الدوري السعودي على مبلغ 10 ملايين ريال، إضافة إلى أن أصحاب المراكز من الثاني حتى الرابع سيحصلون على 5 ملايين ريال لكل فريق، ومن الخامس حتى الثامن 3 ملايين، ومن التاسع حتى الأخير مليون ونصف، وبالتالي سيكون مجموعها 46 ملايين ريال، إضافة إلى 3 ملايين لجميع الفرق بلا استثناء، وبذلك يكون المجموع 88 مليون ريال فقط، إضافة إلى نصيب الأندية من كل مواجهة منقولة بواقع مليون ونصف لكل ناد ليكون الإجمالي 21 مليون ريال، وبذلك يكون كافة المستحقات مقدرة بـ101 مليون ريال، ويتبقى منها 49 مليون ريال بالإمكان تحويلها للاتحاد السعودي لكرة القدم عبارة عن مصاريف حكام ونحوها، ومكافآت البطولات الأخرى.
هذا التقسيم برأيي سيحدث نقلة في اختيار اللاعبين الأجانب، والأجهزة الفنية، كما سيسهم في إشعال المنافسة على كافة المراكز في الدوري، إضافة إلى أنه سيريح الأندية التي لا تتمتع بعقود رعاية نسبياً، وكذلك سيضمن مشاركة قوية للفرق السعودية في دوري أبطال آسيا.
أنا هنا تحدثت فقط عن عقود النقل التلفزيوني، ولم أتطرق إلى عقد رعاية الدوري الخاصة بشركة "زين" أو الراعاة الشركاء "ماستر كارد" و"طيران الإمارات" و"تويوتا" إذ بالإمكان أيضاً تفعيلها هي وبطاقات عضوية النادي للجماهير، وقائمة طويلة من الأفكار التسويقية التي توفر دخلاً مهماً للنادي يكفيها شر تسول أعضاء الشرف، وتوسل الدفعات الخاصة بالشركاء.
إجمالاً كرة القدم لدينا تستحق أن تعود لريادتها القارية التي حققتها على مدى ثلاثة عقود مضت، ومن الظلم أن نركن إلى منجزات ماضي ماجد ورفاقه لأنهم لا يتكررون، وعلينا بالقليل من العمل المحترف أن نتلمس طريق العودة لأننا نملك قيادة رياضية شابة، وجمهورا فتيّاً، ومن حقهم علينا أن ندعمهم ونقول لهم: "طريق العودة يبدأ من هنا".