|


صالح الصالح
الكلاسيكو الألماسي
2011-12-11
لاصوت يعلو منذ أكثر من أسبوعين على صوت قمة العالم الكروية بين برشلونة وريال مدريد التي انتهت فجر اليوم في ملعب "سنتياغو برنابيو"، وقدري السيء أنني لا أكتب دون القدرة على معرفة نتيجتها.
هنا أتحدث عن مفهوم "كلاسيكو الكرة الإسبانية" الذي يستحق اهتمام العالم أجمع، وليس الجماهير الإسبانية لوحدها، والدليل الاهتمام الإعلامي والجماهيري المحلي المكثف خلال اليومين الماضيين، وأجزم أن المرحلة التي وصلت إليها هذه المواجهة لم تصلها بين يوم وليلة، وإنما نتيجة تراكم تنافسي كبير استمر على مدى عقود طويلة، وأسفر في النهاية هذا "الديربي الألماسي" الذي لايتوفر إلا في مواجهات البرشا والريال التي قدمت في الأخير منتخباً قوياً حقق كأس أوروبا، وأضاف لها كأس العالم، ويسيطر لاعبوه على الجوائز العالمية والألقاب المختلفة.
مشكلة الكثير من الجيل الجديد المتابع للكرة العالمية أنهم لم يعرفوا مدى التنافس بين هذين الفريقين إلا قبل عدة سنوات قليلة بسبب النقل المباشر لمواجهاتهما، ساعد في ذلك انخفاض مستوى الكرة المحلية منذ سنوات طويلة.
ولم يعد جديداً تأكيدي المستمر على عشقي الشديد لبرشلونة، هذا العشق بدأ منذ سنوات طويلة واستمر حتى الآن، ولاعلاقة له لامن قريب ولا من بعيد بمتعة الأرجنتيني ميسي الذي أصبح وسيلة جذب للكثير من الجماهير.. خصوصاً صغار السن الذين وجدوا في برشلونة المتعة التي ينشدونها، في ظل قائمة طويلة من الأسماء التي قدمت "البرشا" في ثوب مختلف سمح له بالتأنق، ومن الدرجة الفاخرة أيضاً.
أكثر ما يميز هذا النادي أنه يمتلك ثقافة مختلفة، لم تستطع كبرى المؤسسات الرياضية وغيرها الإتيان بمثلها أو محاكاتها، لذلك من الطبيعي أن يكون من أكثر الأندية تجسيداً للصورة الإيجابية في المشهد الرياضي العالمي.
أعتقد أنني محظوظ جداً وأنا أميل لناد استطاع التغلب على جملة ظروف اقتصادية وسياسية إلى الحد الذي عانى فيه من حرب أهلية من حاكم مدريد قبل عدة عقود لم تنجح في قتل الحلم "الكتالوني".
مميز هذا النادي الذي ارتدى قميصه على مدى سنوات طويلة قائمة طويلة من النجوم الفاخرة جداً أمثال الهولندي كرويف، ومواطنه كويمان، ونخبة برازيلية شهيرة بداية من روماريو مروراً برونالدو ومن ثم ريفالدو، وأخيراً وليس آخراً الساحر رونالدينهو.
لن أوغل في سرد بقية أسماء قدرها الجميل أنها ارتدت القميص البرشلوني، ولكنه "البرشا" وأعتقد أن هذا يكفي.
أرى من الطبيعي أن الفروقات بين الغريمين لم تعد كبيرة كما كانت خلال السنوات الأخيرة خصوصاً أن لدى مدريد مدرباً مختلفاً جداً اسمه البرتغالي مورينهو، أو بلغة أخرى "سبشل ون" الذي استطاع الموسم الماضي خطف كأس إسبانيا من برشلونة بصعوبة، وحالياً يتصدر بفارق 6 نقاط -قبل مواجهة البارحة- لذا لدى مورينهو الخلفية التامة عن فريق منافس، ولعلها المرة الأولى منذ سنوات أن تكون نسبة الفوز متساوية بينهما.
إجمالاً فوز برشلونة إن تحقق فهو مستحق، وتعادله إن حدث فهو متوقع، أما خسارته فأتمنى ألا تكون هي النتيجة، لأن "البرشا" عودنا على الفرح، ولاعزاء لزملائي المدريديين.