|


صالح الصالح
النصر في كأس الاتحاد الآسيوي
2011-11-22
من فضل رب العالمين على كرة القدم في المنطقة العربية توقف مسابقاتها الرسمية بكافة مسمياتها قبل ثلاثة أعوام تقريباً وتحديداً بطولات الأندية، إذ أسهم هذا الإيقاف في تفرغ الاتحادات لتطوير برامجها والالتفات إلى مسابقاتها المحلية، وتنظيمها بشكل محترف لا يتأثر بالتوقفات والإشكالات التي تسببها دائماً هذه البطولات، وكم أتمنى ألا تصح الأخبار التي تشير إلى عودتها.
كل ما نحتاجه حالياً مسابقات محلية قوية منتظمة ذات ملامح احترافية واضحة ما ينعكس إيجاباً على هذه الفرق في الاستحقاقات القارية، ويقدمها بشكل فني رفيع المستوى مقرون بنتائج خصوصاً في ظل وجود تطور كبير وملحوظ في كرة القدم في شرق القارة وغربها بنسبة أقل.
أتساءل لماذا لا يسهم الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في هذا الاتجاه عبر توسيع دائرة المشاركة في مسابقتيه دوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي، إذ يتم الإبقاء على الآلية التي تنظم مشاركة الفرق في دوري أبطال آسيا خصوصاً الاتحادات المحلية التي تطبق شروط ومعايير المشاركة، وهي تجربة أثبتت نجاحها، وبات من المهم في سبيل تحقيق المزيد من الانتشار والمتابعة الجماهيرية والإعلامية أن يتم إشراك بعض الاتحادات المصنفة في المرتبة الأولى في القارة في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، وهي طريقة يتم التعامل بها في الاتحاد الأوروبي عبر مسابقتيه دوري أبطال أوروبا أو الدوري الأوروبي الذي كان يطلق عليه سابقاً "كأس الاتحاد الأوروبي"، والأخيرة تحديداً تشهد مشاركة فرق كبرى من الاتحادات الإسبانية والإنجليزية والإيطالية على الرغم من تواجد فرقها في دوري أبطال أوروبا، هذه الآلية أوجدت الكثير من التنافس في البطولات المحلية في الدول المتقدمة أوروبياً، إذ باتت جميع الفرق في أي دوري متقدم حريصة على تحقيق مراكز متقدمة في سلم ترتيب الدوري المحلي حتى تتحصل على فرصة المشاركة في المسابقات القارية التي تتميز بمكافآت مالية مرتفعة تدفع كافة الأندية إلى الرغبة في المشاركة فيها والمنافسة على تحقيق لقبها، ولم ينظر أي فريق يشارك في الدوري الأوروبي مثلاً إلى أن البطولة أقل من مستواه، ولا تستحق المشاركة بل يقاتل حتى النهاية في سبيل الفوز بها، ومن ثم خوض مواجهة كأس السوبر مع بطل دوري أبطال أوروبا، وهو تنظيم سمح للبطولات الأوروبية أن تحقق أرباحاً عالية تقترب أرقامها إلى حد كبير من أرباح كأس العالم سواء في عوائد الرعاية والنقل التلفزيوني وغيرها.
أرى أن من المقبول حالياً أن تشهد النسخة المقبلة من كأس الاتحاد الآسيوي مشاركة خامس وسادس الدوري السعودي، ونظيره في اليابان وكوريا والصين وإيران وبقية الاتحادات المتقدمة في القارة حتى نسهم في وجود بطولات قارية رفيعة المستوى، بدلاً من الحديث عن تقليص مقاعدنا ورفعها لغيرنا، وبذلك نشاهد خامس الدوري السعودي يشارك على حساب ثاني الدوري الفيتنامي أو بطل الدوري التايواني لأننا السعودية وهذا يكفي.