|


صالح الصالح
المواطنة و(الآكشن) الرياضي
2011-10-09
دائماً ما أردد أن وسطنا الرياضي نسخة مصغرة من مجتمعنا الكبير، لذا أزعم أننا نمارس ازدواجية في السلوك تفضحنا في ذلك ممارسات لا تزال تتكرر بشكل مستمر.
كل المناسبات السابقة تؤكد أن لدينا شريحة كبيرة وتحديداً في المشهد الرياضي انتماءاتها الصغيرة تفوق نظيرتها الكبرى، وهو ما يخالف المنطق الذي يجب أن نكون عليه.
في مناسبات سابقة وتحديداً مع مشاركات الأندية المحلية في دوري أبطال آسيا نسمع كثيراً عبارات الدعم والتأييد والمساندة للفرق المشاركة، بل ويتجاوزها إلى تسيير حافلات لنقل الجماهير، والتكفل بتذاكر المباريات، وكذلك الحضور في المنصة والجلوس إلى جانب رئيس نادي الفريق المشارك خصوصاً الجماهيرية منها على الرغم من عدم حاجتها أحياناً لهذا "الآكشن".
الأمر ذاته يغيب حين تكون المواجهة خاصة بالمنتخب السعودي في كافة درجاته، عودوا بالذاكرة واسترجعوا مواجهة "الأخضر" مع نظيره الأسترالي في الدمام في التصفيات الأولية لنهائيات كأس العالم 2014 من هو رئيس النادي الذي تواجد بالمنصة.
الإجابة لم يحضر أحد، إذ ربما أن القناعة حاضرة بأن فائدة التواجد في مواجهة ناد جماهيري وحجم "الفلاشات" تفوق حضور مواجهة رسمية للمنتخب.
أدرك أن هذه الممارسات لاتكون إلا لدينا، بمعنى لم نشاهد روسيل رئيس برشلونة أو بيريز في ريال مدريد لحضور مواجهات المنتخب الإسباني، لكن نحن من أدخلنا أنفسنا في هذا النفق المظلم، ألا وهو ربط المواطنة الحقيقية ببعض السلوكيات الرياضية، وهي برأيي لاتليق بنا لأن الوطن أكبر من يرتبط بالانتماء لناد أو التعلق بكرة قدم يوجد من لا يهتم بها أصلاً، بل من يكرها ولاتوجد صلة ود بينهما.
من حقك أن تكون اتحادياً خالصاً ولاتحب رؤية لون الأهلي، وطبيعي أن تكون ضمن "مجانين الأهلي" ولاترى الاتحاد منافساً لك، ومارس إن كنت منتم للنصر وفاءك بطريقتك الخاصة على أن تتصيد لكل حراك هلالي، وفي المقابل إن كنت هلالياً عليك أن تسير في تحقيق بطولاتك ولكن لاتنسى نصيبك من الترصد للنصر وإتيان ذكره فيما يخصه ومالا يخصه، وقبل ذلك كله على جميع المنتمين للأندية الأخرى أن يكونوا كما يريدون، لكن بشرط أن يكونوا في المقام الأول "مواطنين".
المواطنة الحقيقية تحتاج منا إصلاح النفس، السعي لتطويرها بما يعود نفعها على مجتمعك الصغير، ومن ثم ينعكس مباشرة وبشكل إيجابي على المجتمع الكبير، نحن الآن في أمس الحاجة لأن نكون محبين لوطننا عبر ممارسات إيجابية تراعى فيها المصالح العامة، والصورة المفروض أن يكون عليها المنتمون إلى وطن قدره أنه كبير، ويجب أن نكون كباراً في بلد اختار شعاراً استثنائياً وهو: "لا إله إلا الله..محمد رسول الله".