|


صالح الصالح
«نصر مت... واجد»
2011-05-22
في النصر لم يعد الأمر (لاحياة لمن تنادي) بل تجاوزه ليصل إلى مرحلة (لاحياء لمن تنادي)، ولعل خماسية الاتحاد أول من أمس، والخروج من دوري أبطال آسيا بثلاثية بعد ثلاثة أيام، وأخيراً الخروج من كأس الملك الأسبوع المقبل هي النهاية المنطقية لعمل إداري اتسم بالمكابرة، وافتقد الخبرة، ومارس دعاية إعلامية غير صادقة ممتلئة بالوعود التي لم يتم الإيفاء بها.
عمل إدارة النصر لم يمنح نادياً كبيراً وعريقاً وتاريخياً مثل النصر حقه الطبيعي من الاهتمام والتضحية، وتفضيل مصلحته العامة على جملة أمور شخصية لاتظهر إلا في أروقة هذا النادي الذي بدأ يشيخ قبل وقته، لذا طبيعي جداً أن ينتهي هذا الموسم بهذه الطريقة التراجيدية التي لم يتوقعها المتفائلون فيما كانت متوقعة لكل من يتعامل بشكل منطقي مع الحالة النصراوية.
فتشوا في أروقة النادي لتكتشفوا أن إدارته الحالية مارست الإقصاء بشكل علني لكل العوامل التي تسهم في نجاحها، بداية من الخبرات الفنية الممثلة في قائمة فاخرة مكونة من يوسف وماجد والهريفي، وتلتها بتغييب عدد من الخبرات الإدارية المميزة قبل أن تكمل حلقات عقد النكران بإبعاد كل عضو شرف داعم، وأقصد بذلك الجيل الشرفي الجديد الذي يعرف لغة المال والفكر وهي التي لا يجيدها، قائمة شرفية طويلة في النصر هم الآن المستمرون في «المشهد الأصفر» من دون تقديم ما يوازي هذا التواجد والظهور المجاني.
النصر حالياً لم يعد يتواجد في الساحة البطولية بل «مات واجد» منذ عدة سنوات، وفشلت كافة الإدارات التي تعاقبت عقب رحيل الرمز التاريخي الأمير عبدالرحمن بن سعود في إقناع أنصاره بكفاءتها وقدرتها على إعادة أمجاد ناد له من المكتسبات ما يدفع أنصاره للتباهي بها لكنها في الماضي فقط.
في المشهد الرياضي، تغيب ثقافة الاستقالة وتحديداً في النصر الذي لم يعهد عنه تقديم رئيس سابق لاستقالة بإرادته وقناعة منه بأن الأجواء لم تعد مناسبة للاستمرار مفضلاً مصلحة النادي على مصلحته الخاصة، ولعل الوقت مناسب أن تقدم إدارة النادي الحالية استقالتها وتستجيب لنداء المدرج، وتقتدي برجل الرياضة السعودية الكبير الأمير سلطان بن فهد صاحب التاريخ الرياضي الكبير والإنجازات المختلفة على كافة الأصعدة، إذ إنه وجد أن الأجواء غير مشجعة على الاستمرار في منصبه الذي ضحى من أجله الكثير، وطلب إعفاءه على الرغم من أنه لم يكن شريكاً رئيسياً في الخروج المذل من كأس آسيا الأخيرة في الدوحة، هذه ممارسات كبار لايُقدم عليها إلا من يثق بقدراته وباسمه وبتاريخه، ومن يراعي مصلحة وطنه، وهو ما أقدم عليه بكل شجاعة الأمير سلطان بن فهد، وكذلك رئيس الهلال الأسبق الأمير عبدالله بن مساعد الذي حقق لفريقه كأس ولي العهد في 2005 ورغم ذلك آثر الرحيل لأن فريقه تعرض لخسارتين تاريخيتين محلية وقارية، ووجد أن قرار الرحيل خطوة مهمة لمستقبل النادي، وهو ما أقدم عليه أيضاً الدكتور عبدالرزاق أبوداود الذي قدم استقالته من منصب الرئيس في منتصف موسم 2004 عندما خسر الأهلي برباعية من الهلال، في النصر أثق أن العنوان العريض للوضع الحالي هو: «لاحياء لمن تنادي».