|


صالح الصالح
دوري الأغنياء .. فقير فنياً
2011-03-22
كنت وما زلت أرى إمكانية أن يكون الدوري السعودي دوري محترف بشكل حقيقي، وقادر على مضاهاة نظرائه في الشرق الآسيوي شريطة السعي من الآن وبشكل عملي لذلك، وأعتقد أن تلمس الطريق الذي يسير عليه الدوري الإنجليزي أو الإسباني بداية عملية لهذا الحلم.
أعي أن تحويل النصر لبرشلونة سيكون رابع المستحيلات، وجعل الهلال مدريد آخر سيصنف على أنه ثامن العجائب، وتحويل الاتحاد إلى فالنسيا آخر لن يكون بالأمر المتاح، لكن بالإمكان السعي بشكل فوري لنسخ الكثير من التنظيمات الخاصة بدوريهم سواء في جدولة المواجهات، أو لوائح اللجان الخاصة بهم، وكذلك في الجوانب التسويقية وهي التي تهمني هنا لاعتبار أن المزيد من الاهتمام بها سيوفر دخلاً مالياً كبيراً للأندية المحلية هي في أمس الحاجة له، وسيحدث نقلة تاريخية في الكرة المحلية.
ولعل عقود النقل التلفزيوني هي أهم مصادر دخل الأندية الإسبانية الذي جعل برشلونة ومدريد الأكثر بذخاً في سوق الانتقالات العالمية، وهو ما ينعكس عليهما إعلانات ومبيعات للقمصان وتذاكر المباريات وأخيراً تحقيق البطولات.
جميع ما سبق يدفعني للقول إن الوقت بات مناسباً جداً لإعادة النظر في توزيع عوائد عقد النقل التلفزيوني للمواسم المقبلة بحيث يتم إقرار توزيع جديد يراعى فيه ترتيب الفرق في الدوري، فالأخبار المتواترة الخاصة بالعقد الجديد تشير إلى 200 مليون ريال سنوياً لخمسة مواسم مقبلة، وبالتالي بإمكان هذا المبلغ أن يحول الدوري السعودي إلى مهوى أفئدة كافة جماهير المنطقة، فمثلاً سيكون من المناسب أن يحصل بطل الدوري السعودي على مبلغ10 ملايين دولار، إضافة إلى أن أصحاب المراكز من الثاني حتى الرابع سيحصلون على 20 مليون ريال لكل فريق، ومن الخامس حتى الثامن 10 ملايين، ومن التاسع حتى الأخير 3 ملايين، وبالتالي سيكون مجموعها 155مليون ريال، والمتبقي من العقد المقدر بـ45 مليون ريال تقريباً يتم تحويله للاتحاد مصاريف حكام ونحوها.
هذا التقسيم برأيي سيحدث نقلة في اختيار اللاعبين الأجانب، والأجهزة الفنية، كما سيسهم في إشعال المنافسة على كافة المراكز في الدوري، إضافة إلى أنه سيريح الأندية التي لا تتمتع بعقود رعاية، وكذلك سيضمن مشاركة قوية للفرق السعودية في دوري أبطال آسيا.
أنا هنا تحدثت فقط عن عقود النقل التلفزيوني، ولم أتطرق إلى عقد رعاية الدوري الخاصة بشركة “زين” أو الراعي المشارك “ماستر كارد” إذ بالإمكان أيضاً تفعيلها هي وبطاقات عضوية النادي للجماهير، وقائمة طويلة من الأفكار التسويقية التي توفر دخلاً مهماً للنادي يكفيها شر تسول أعضاء الشرف، وتوسل الدفعات الخاصة بالشركاء.
إجمالاً كرة القدم لدينا تستحق أن تعود لريادتها القارية التي حققتها على مدى ثلاثة عقود مضت، ومن الظلم أن نركن إلى منجزات ماضي ماجد ورفاقه لأنهم لا يتكررون، وعلينا بالقليل من العمل المحترف أن نتلمس طريق العودة لأننا نملك قيادة رياضية شابة، وجمهوراً فتياً، ومن حقهم علينا أن ندعمهم ونقول لهم: “طريق العودة يبدأ من هنا”.